مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة حول جنوب السودان
قالت هيلدا جونسون رئيسة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إن الشعور بالحماس الذي صاحب قيام الدولة قبل عامين يبدو وكأنه ذكرى بعيدة تخيم عليها المشاكل والعقبات الكثيرة والتوتر مع السودان.
وفي كلمتها أمام مجلس الأمن الدولي قالت جونسون عبر دائرة تليفزيونية من جوبا إن جنوب السودان اتخذ خطوات مهمة ليصبح دولة أكثر استقرارا وديمقراطية قادرة على القيام بدور إيجابي في المنطقة.
وذكرت أن هذا التقدم تحقق في مجالات رئيسية مثل تكريس السلام وإصلاح الشرطة الوطنية والقطاع الأمني، وفرض سيادة القانون.
وعلى الرغم من تلك الإنجازات منذ الاستقلال، إلا أن التقدم في جنوب السودان أعيق في مجالات أخرى:
"واجهت الحكومة أيضا صعوبات في تطبيق الإصلاحات السياسية وتعزيز المؤسسات العامة. إن الجهات الحيوية للتحول السياسي الناجح مثل لجنة مراجعة الدستور والمفوضية الوطنية للانتخابات تتطلب دعما ماليا كافيا من الحكومة لتحقيق تقدم في عملها وفق الجدول المحدد في الدستور الانتقالي."
على الرغم من بقاء معظم أجزاء البلاد مستقرة إلا أن الوضع الأمني في جونقلي وخاصة في جنوب شرق الولاية سيطر على التطورات منذ يناير كانون الثاني. لقد أدى القتال بين الجيش الشعبي لتحرير السودان وجماعة ديفيد يو يو المسلحة والتهديدات من الجانبين إلى نزوح آلاف المدنيين.
وأضافت هيلدا جونسون أن العنف بولاية جونقلي كان له عواقب مأساوية على بعثة الأمم المتحدة إذ قتل خمسة من حفظة السلام وموظفان مدنيان وخمسة متعاقدين في هجوم على قافلة عسكرية خارج قرموك.
وشددت الممثلة الخاصة للأمين العام في جنوب السودان على أهمية العلاقات بين السودان وجنوب السودان:
"فيما كانت مبشرة زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى جنوب السودان في أبريل نيسان والتي كانت الأولى من نوعها منذ استقلال جنوب السودان، إلا أن الاتهامات المتبادلة من الجانبين بدعم جماعات التمرد في أراضي كل منهما، وتهديد السودان بإغلاق أنابيب النفط كان تراجعا جديدا."
ولكن جونسون أعربت عن الأمل في أن تسهم الزيارات رفيعة المستوى المستمرة من الجانبين في تحقيق تقدم على مسار العلاقات الثنائية.
وشددت على ضرورة أن يعمل الطرفان، بدعم من المجتمع الدولي، على تعزيز التعاون من أجل التعايش السلمي.
وتطرقت جونسون إلى الصعوبات التي تواجه البعثة في عملها وتنفيذ ولايتها مثل التنقل والإمكانيات الهندسية.
"إن الفجوات الكبيرة في الموارد والقدرات أدت إلى أزمة في التنقل، أثرت بشكل خاص على عملياتنا في المناطق التي تزداد فيها المخاطر مثل جونقلي بما يؤثر على قدرة البعثة على تنفيذ ولايتها فيما يتعلق بحماية المدنيين والتي يقاس عليه مدى نجاح البعثة."
وأكدت هيلدا جونسون التزام بعثة الأمم المتحدة بمساعدة الحكومة في سعيها لإدخال الإصلاحات السياسية ووضع الدستور وتحسين أوضاع حقوق الإنسان وإجراء الانتخابات الديمقراطية.