الأمم المتحدة تحيي ذكرى موظفيها الذين فقدوا أرواحهم أثناء أداء واجبهم
بحضور أمينها العام ورئيس الجمعية العامة، نظمت الأمم المتحدة حفل التأبين السنوي تكريما لذكرى موظفيها الذين لقوا حتفهم في أثناء أداء واجبهم من الفترة ما بين الأول من تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، وحتى الحادي والثلاثين من آب/أغسطس من العام الحالي. التفاصيل في التقرير التالي.
في حفل شهد حضورا متميزا من أبرز مسئولي الأمم المتحدة هنا في نيويورك، وتابعه الكثيرون في مكاتب الأمم المتحدة في مختلف أنحاء العالم، أشار وكيل الأمين العام للشئون الإدارية، يوكيو تاكاسو في بدايته إلى أنه على الرغم من كل الجهود المبذولة لتعزيز أمن وسلامة موظفي الأمم المتحدة، والتأهب لحالات الطوارئ، وتخفيف المخاطر، فما زالت الأمم المتحدة تعاني من الخسائر المأسوية في الأرواح البشرية أثناء أداء العمل. وأضاف:
"إننا ملتزمون مرة أخرى، ونجدد إلتزامنا بمواصلة تعزيز أمن وسلامة الموظفين، وهذه هي المناسبة لذلك. إننا نتذكر دائما زملاءنا الذين قضوا وتضحياتهم، ونحييهم على شجاعتهم وعلى عملهم من أجل هذه المنظمة الغالية".
مراسم الحفل تضمنت إشعال الشموع في ذكرى تسعة وعشرين موظفا من موظفي الأمم المتحدة ممن فقدوا حياتهم أثناء العمل في الفترة ما بين الأول من تشرين الثاني/نوفمبر عام 2011، ونهاية آب/أغسطس من العام الحالي.
أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، أشاد في كلمة موجزة له بالزملاء الذين فقدتهم الأمم المتحدة في أحد عشر مركز عمل، ويمثلون ست عشرة جنسية، مشيرا إلى أن بعضهم كان ينتمي إلى أماكن شهدت صراعات في يوم ما، وعقدوا العزم على تحقيق قدر من السلام للآخرين.
وبعد أن دعا إلى دقيقة صمت على أرواحهم، قال:
"إن أمنيتي الملحة هي أن لا تكون هناك حاجة على الإطلاق لمثل هذا الحدث، وأن يتمكن جميع موظفينا من القيام بعملهم دون أن يواجهوا أي خطر على حياتهم. ومع ذلك فإننا نعلم أن قوات حفظ السلام والموظفين التابعين للأمم المتحدة يتعرضون بشكل متزايد لبيئات عالية المخاطر. ونواصل التركيز على تعزيز أمن الموظفين".
ودعا السيد بان الحكومات إلى الإلتزام بمسئولياتها عن توفير الأمن، ومحاكمة من يستهدفون ويهاجمون موظفي الأمم المتحدة. كما دعا إلى الوحدة في دعم الالتزام بمهمة الأمم المتحدة العالمية.
وفي كلمته، أشار رئيس الجمعية العامة فوك يريميتش إلى أن قبول العمل في بعض البيئات الأكثر خطورة في العالم يتطلب شخصيات خاصة، تجمع بين مميزات مثل الشجاعة والتفاني والتضحية بالذات، وهي كلها مميزات تمتع بها الزملاء الذين فقدوا حياتهم. ثم أضاف:
"إن هذا الحفل يسمح بأن نتذكر من سقطوا مع أسرهم، وبالحزن عليهم، ولكنه يجعلنا نفكر بشكل أعمق، ليس فقط في حياتهم، ولكن في حياتنا أيضا، وأن نسأل أنفسنا، ما الذي يمكن أن نقوم به أكثر لخدمة قضية السلام العالمي والمصالحة. إن تعهدنا بمواصلة عمل زملائنا المتوفين ربما يكون التأكيد الأكثر وضوحا الذي يمكن لنا أن نقوم به حتى نضمن أنهم لم يموتوا عبثا".
كما ألقى رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي، السفير هارديب سنغ بوري، المندوب الدائم للهند لدى الأمم المتحدة، كلمة، وصف فيها موظفي الأمم المتحدة الذي فقدوا حياتهم أثناء العمل بشهداء قضية السلام. وقال عنهم:
"لا توجد قضية أعظم من الإيمان والقناعة التي دافع عنها أشقاؤنا التسعة والعشرون، وفقدوا حياتهم من أجلها، قضية السلام العالمي، وقد ارتبطت مع مهد التعددية، الأمم المتحدة. لقد ذهبوا لأداء واجبهم المهني والمسئولية التي فوضناهم، نحن الدول الأعضاء، للقيام بها. وسواء في السعي لحفظ السلام أو بنائه، أو حتى لتعزيز التنمية في بعض الأحيان في مناطق وعرة، تحت علم الأمم المتحدة الأزرق، وكان عليهم بذل تلك التضحية السامية".
وكانت الأمم المتحدة قد بدأت العام الماضي هذا التقليد الرسمي السنوي، لتكريم وإحياء ذكرى موظفيها الذين لقوا حتفهم خلال العام السابق، أثناء أداء عملهم.