المغرب يدعو الرباعية لحمل إسرائيل على الالتزام بالمقررات الأممية والاتفاقات والعمل على حل القضية الفلسطينية
قال وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني إن المأساة الفلسطينية المستمرة توجد في صلب إشكالية الأمن والسلم في الشرق الأوسط وترهن حاضر أجيال بكاملها ومستقبل هذه الأجيال الأمر الذي يتحتم معه إيجاد حل عاجل شامل لها.
الوزير العثماني في جلسة النقاش المفتوح حول السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط والتعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، أضاف قائلا:
"وبالرغم من المجهودات المتلاحقة التي عرفتها السنوات الأخيرة، فإن هذه الأزمة مازالت عصية على الحل، بسبب تعنت اسرائيل وانعدام الإرادة السياسية للمجتمع الدولي لتفعيل الحل العادل والشامل المتفق عليه. وقد تزامن كل هذا مع الحراك الشعبي الذي عرفته المنطقة في المرحلة الأخيرة مطالبة بالديمقراطية واحترام حقوق الشعوب، وهو الذي أدى إلى تغييرات جذرية، حملت معها واقعا جديدا من الضروري استيعاب معانيه، واستشراف آفاقه إقليميا ودوليا".
واشاد العثماني بالتعاون بين الأمم المتحدة والجامعة العربية، واعتبر تكثيفه ضرورة ملحة، خاصة في ظل تنامي دور الجامعة العربية، وإرادة أعضائها لتقوية دورها لما فيه مصلحة شعوبها.
وذكر العثماني أن إحراز تقدم في القضية الفلسطينية الآن يعتبر أكثر إلحاحا من ذي قبل. وقال:
"مع الأسف الشديد هناك جهود دولية وعربية كثيرة، ولكن اسرائيل مازالت مصرة على التمادي في انتهاكات ممنجهة لقرارات الشرعية الدولية. هناك أولا قضية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. والاستمرار في الاستيطان يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولاتفاقيات جنيف، وهو عقبة أمام عملية السلام، وهو تنكر للمواثيق الدولية، وهو يفرض أمرا واقعا يعقد أكثر عملية السلام".
كما تحدث عن أعمال العنف التي قال إنها ترتكب باستمرار من قبل العديد من المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، وأشار إلى معاناة الأسرى الفلسطينيين الذين يرجع تاريخ احتجاز بعضهم إلى ما قبل توقيع اتفاقية اوسلو عام 1993.
وتطرق الوزير العثماني إلى عمل إسرائيل الدؤوب على تغيير المعالم الحضارية والدينية والإنسانية لمدينة القدس على الرغم من الشرعية الدولية من خلال الاستيطان والحفريات تحت المسجد الأقصى، وعملية هدم باب المغاربة، والاغتداءات المتتالية على المآثر والمقدسات المسيحية ومدن فلسطينية أخرى.
وقال إن بلاده طالبت وتطالب بوقف كل أعمال الهدم التي تطال المقدسات، وحي المغاربة، وتهيب بالمجتمع الدولي التدخل بشكل عاجل لحماية تراث ديني وحضاري عريق يعتبر تراثا إنسانيا ملكا للإنسانية كلها.
كما انتقد ما وصفه بسياسة فرص العقوبات الجماعية على الشعب الفلسطيني من خلال سياسة الإغلاق وتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية المحتلة، والحصار على قطاع غزة. وواضاف:
"ندعو الرباعية لحمل إسرائيل على الالتزام بالمقررات الأممية والاتفاقات المبرمة بين الأطراف المعنية، والعمل الجاد لإيجاد حل القضية الفلسطينية. كما أكرر هنا دعم المملكة المغربية لسعي السلطة الفلسطينية لاكتساب الدولة الفلسطينية وضعيتها الطبيعية بالأمم المتحدة".
وتحدث الوزير المغربي عما وصفه بمأساة الشعب السوري وما وصفه بالعنف المستمر الذي يمارسه النظام بحق المدنيين، مشددا على ضرورة الوقف الفوري لأعمال القتل، واطلاق عملية سياسية سورية شاملة، تحقق آمال وتطلعات الشعب السوري، بعيدا عن أي تدخل عسكري خارجي.