الرئيس المصري يدعو جميع الأطراف إلى التحرك لإنهاء المأساة السورية
قال الرئيس المصري محمد مرسي إن جميع أعضاء المجتمع الدولي مسئولون عن الأزمة في سوريا، ودعا كل الأطراف في أنحاء العالم للتحرك لوقف المأساة التي وصفها بأنها مأساة العصر.
وفي كلمته الأولى ممثلا لمصر في المداولات العامة السنوية للجمعية العامة أشار مرسي إلى المبادرة التي أطلقها في مكة قبل أشهر وجهود بلاده مع دول أخرى لحل الأزمة في سوريا، وقال:
"وسوف نستمر في العمل لوضع حد لمعاناة شعب سوريا وإتاحة الفرصة كي يختار بإرادته الحرة بعد أن ينتهي هذا النظام الذي يقتل شعبه ليل نهار، سيختار الشعب السوري بإرادته الحرة نظاما للحكم يعبر عنه ويضع بلاده في مكانها في مصاف الدول الديموقراطية."
وأكد مرسي التزام مصر بمواصلة ما بدأته من جهد لإنهاء المأساة الدائرة في سوريا في إطار عربي وإقليمي ودولي يحافظ على وحدة البلاد ويضم جميع أطياف الشعب السوري ويجنب سوريا خطر التدخل العسكري الأجنبي الذي أكد أنه يعارضه.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية قال الرئيس المصري إن على العالم بذل كل جهد ممكن لتسويتها على أسس العدالة والكرامة، وأعرب عن الأسف لعجز الشرعية الدولية والقرارات الأممية عن تحقيق آمال وتطلعات شعب فلسطين.
"إنه لمن المشين أن يقبل العالم الحر استمرار طرف في المجتمع الدولي في إنكار حقوق أمة تتوق إلى الاستقلال على مر العقود مهما كانت المبررات. ومن المشين أيضا أن يستمر الاستيطان في أراضي الشعب الفلسطيني والمماطلة في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية."
وقال مرسي إنه يدعو العالم إلى التحرك لوضع حد لكل من الاحتلال والاستيطان وتغيير معالم القدس المحتلة، وأكد دعم مصر لأي تحرك فلسطيني في الأمم المتحدة للحصول على الحقوق الكاملة المشروعة.
وأضاف مرسي أن إرادة الشعوب في منطقة الشرق الأوسط لم تعد تتقبل بقاء أية دولة خارج معاهدة منع الانتشار النووي وعدم تطبيق نظام الضمانات على منشآتها النووية خاصة عندما يقترن ذلك بسياسات غير مسئولة وتهديدات تلقى جزافا.
وأكد، في هذا الإطار، ضرورة تعبئة الجهود الدولية لعقد المؤتمر الخاص بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية بمشاركة كل الأطراف دون استثناء.
"أقولها بوضوح: لا بديل عن التخلص الكامل من الأسلحة النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل، ولكننا في نفس الوقت نؤكد حق جميع دول العالم ودول المنطقة ومنها مصر بالطبع في الاستخدام السلمي للطاقة النووية ضمن إطار معاهدة منع انتشار النووي للأسلحة والتزام الدول بتعهداتها وتوفير الضمانات اللازمة لدول الإقليم لإزالة أية شكوك حول برامجها السلمية."
وفي موضوع آخر قال محمد مرسي إن مصر تنظر إلى الإسهام بالغ الأهمية الذي تمثله الأمة العربية ضمن المحيط الإسلامي كضرورة للارتقاء بالعمل المشترك ضمن منظمة التعاون الإسلامي.
وأضاف أن بلاده ستعمل على أن تكون القمة الإسلامية التي تعقد على أرضها في أوائل العام المقبل منطلقا لتعزيز التفاهم بين الدول الإسلامية وبقية دول العالم ولتطوير وتفعيل مبادئ الحوار بين الحضارات.
وقال الرئيس المصري إن رؤية "مصر الجديدة" التي يتم السعي لتحقيقها للوطن هي في نفس الوقت إطار العمل للتعاون مع المجتمع الدولي في سياق من الندية والاحترام يشمل عدم التدخل في شئون الدول الأخرى.
وفي رد على ما يبدو على الفيلم المسيء بدأ الرئيس المصري خطابه أمام الجمعية العامة بالصلاة على النبي محمد، وقال إننا نحبه ونحب من يحترمه ونعادي من يمسه بسوء بقول أو فعل.