العاهل الأردني يتحدث أمام الجمعية العامة عن الإساءة إلى الأديان والأزمة السورية والقضية الفلسطينية
قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إن الدين الإسلامي يعلم احترام البشر، ويدعو للتسامح والرحمة، مضيفا أنه وبصفته هاشمياً، ينحدر من سلالة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، فإنه يدين كافة الأعمال التي تسيء إلى اسم الرسول الكريم، أو تستغل اسمه باسم الإسلام أو أي ديانة أخرى، لتبرير العنف والأعمال الشريرة، مثل ما حدث مؤخرا.
الملك الأردني، الذي كان يتحدث في المداولات العامة للدورة السابعة والستين للجمعية العامة، تحدث عن حاجة العالم للأمم المتحدة:
"أن نوحد قوتنا، تلك الكلمات التي وردت في ميثاق الأمم المتحدة ليست مجرد حلم قديم. إنها تشكل حاجة حديثة ملحة. فهناك حاجة الآن، أكثر من أي وقت مضى، للأمم المتحدة، ولهذه الجمعية العامة، المتمكنتين، والقويتين. إن أمامنا مهام هامة في منطقتنا.. أن نوفر فرصا جديدة وأفضل لشعبنا خاصة الشباب، وأن نتجنب مخاطر زعزعة الاستقرار الإقليمي والصراعات، وأن نلبي الرغبة العالمية الخاصة بحقوق الإنسان الأساسية في العيش بحرية وكرامة وعدالة وسلام. إن للمجتمع الدولي مصلحة هامة في دعم الدول التي تخاطر من أجل السلام والإصلاح".
وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، والذي وصفه الملك عبد الثاني بالمأساوي، فقد أكد على ضرورة أن يتوقف العنف على الفور، وأن تبدأ عملية تحول الآن، مضيفا أنه لا بديل للحل السياسي الذي ينهي سفك الدماء، ويعيد الأمن والاستقرار، ويحفظ وحدة الأراضي السورية وكرامة ووحدة شعبها. وقال:
"إن هناك دورا هاما للأمم المتحدة في مساعدة الشعب على الالتزام بحل سياسي. إن الأردن سيبذل كل ما بوسعه لدعم ممثل أميني عام الأمم المتحدة والجامعة العربية المعين حديثا، الأخضر الإبراهيمي. إن هناك روابط طويلة وعميقة بين شعبي الأردن وسوريا. ومنذ تفجر الأزمة الحالية، لجأ أكثر من مائتي ألف سوري إلى الأردن، مما وضع ضغطا ثقيلا على مواردنا واقتصادنا المحدودين. ومع ذلك، فقد فتحنا أذرعنا كأردنيين، كما فعلنا مرات عديدة مع آخرين في وقت الحاجة. ومع مواصلتنا تحمل هذه المسئولية، فإن الدعم الدولي يعد حيويا".
ثم تحول العاهل الأردني بالحديث إلى القضية الفلسطينية وقال إن الشعب الفلسطيني كان هو الاستثناء من وعد الأمم المتحدة فيما يتعلق بمظلة حماية القانون الدولي، وحقوق الإنسان وكرامة العيش بحرية وأمن، وحق تقرير المصير. كما أعرب عن قلقه الشديد للتهديدات الإسرائيلية لمدينة القدس، وحرمة الأماكن المقدسة، لدى المسلمين والمسيحيين. وقال:
"دعوني أكون واضحا تماما. إن أي غزو أو تقسيم للمسجد الأقصى سينظر إليه، ليس فقط باعتباره خرقا لالتزامات إسرائيل، ولكن كعدوان ديني شديد. إن المجتمع الدولي يجب أن يبعث برسالة واضحة مفادها أن مثل هذا العدوان، أو أي محاولة لمحو الهوية العربية، والإسلامية أو الدينية للقدس لن يتم التسامح معه"