القضايا العربية تتصدر كلمة الأمين العام في أول أيام المداولات العامة、
في افتتاح أعمال المداولات العامة رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة دق الأمين العام بان كي مون ناقوس الخطر بشأن الاتجاه الذي تسير فيه الأسرة البشرية.
وتحدث، في كلمته أمام رؤساء الدول والحكومات، عن انتشار انعدام الأمن والظلم وعدم المساواة والتعصب وأهم التحديات الرئيسية التي يواجهها العالم.
وتطرق إلى الحديث عن الوضع في سوريا بشكل محدد فقال إن الأزمة هناك تسوء يوما بعد يوم وإنها لم تعد تقتصر على سوريا وإنما هي كارثة إقليمية لها تداعيات دولية.
"إنه وضع خطير وتهديد متزايد للسلم والأمن الدوليين بما يتطلب عملا من مجلس الأمن الدولي، إنني أدعو المجتمع الدولي وخاصة أعضاء مجلس الأمن ودول المنطقة إلى دعم جهود الممثل الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي بشكل قوي وملموس. يتعين علينا وقف العنف وتدفق الأسلحة للجانبين، وأن نحرك عملية التحول بقيادة سورية في أقرب وقت ممكن."
وقال أمين عام الأمم المتحدة إن على المجتمع الدولي ألا ينظر في الاتجاه الآخر فيما يخرج العنف في سوريا عن نطاق السيطرة، مشيرا إلى استمرار ارتكاب انتهاكات وحشية لحقوق الإنسان من الحكومة بشكل رئيسي وأيضا من قبل الجماعات المعارضة.
وانتقل بان كي مون إلى الحديث عن عملية السلام في الشرق الأوسط، وشدد على ضرورة أن يتمكن الفلسطينيون من إنشاء دولتهم.
"بعد عقود من الاحتلال القاسي والقيود المهينة في جميع جوانب حياتهم تقريبا، يجب أن يتمكن الفلسطينيون من تحقيق حقهم في إنشاء دولتهم القابلة للاستمرار. ويجب أن تتمكن إسرائيل من العيش في سلام وأمن، متحررة من التهديدات والصواريخ. إن حل الدولتين هو الخيار المستدام الوحيد، ولكن الباب قد ينغلق إلى الأبد. إن استمرار نمو المستوطنات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة يقوض بشكل خطير الجهود تجاه السلام، ويجب علينا كسر هذا الجمود الخطير."
وأكد بان، في نفس الوقت، رفضه للغة نزع الشرعية والتهديدات باحتمال شن هجمات عسكرية من دولة ضد أخرى.
وقال إن مثل تلك الهجمات ستكون مدمرة، محذرا من تصاعد لغة الحرب خلال الأسابيع الأخيرة، وقال إن ذلك يجب أن يذكر الجميع بالحاجة للحلول السلمية والاحترام الكامل لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
كما تحدث أمين عام الأمم المتحدة عن التغييرات الجذرية التي شهدتها بعض مناطق العالم وتطلع الشعوب إلى التغيير الإيجابي وتحسين أوضاعها.
"إن الوقت الحالي هو زمن الاضطراب والتغير والتحول، إنه الزمن الذي لا يقف الوقت فيه إلى جانبنا. إن الناس يريدون توفر الوظائف وإمكانيات التمتع بحياة كريمة، ولكن غالبا ما يحصلون عليه بدلا من ذلك هو الانقسام والتأخير والحرمان من أحلامهم وتطلعاتهم. إننا نحتاج إلى أن ننظر خارج هذه الغرفة لنرى تعبيرات العطشى إلى التقدم. إن عددا كبيرا منكم موجودون هنا للمرة الأولى، القادة الجدد الذين جلبتهم أصوات جديدة، يتوقع من هؤلاء القادة الانفصال بشكل حاسم عن الماضي."
وفي ختام كلمته، في استعراض تقريره عن عمل المنظمة الدولية، قال بان كي مون إن العمل المشترك وتحمل كل طرف لمسئولياته سيمكن العالم من مواجهة اختبارات الزمن الحالي واستغلال الفرص المتاحة في فترة التغيرات الهائلة وإضفاء حياة جديدة على مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة.