الأمم المتحدة تحيي اليوم الدولي لنيلسون مانديلا في ذكرى مولده الرابعة والتسعين
تحيي الأمم المتحدة اليوم الدولي لنيلسون مانديلا. وبهذه المناسبة، نظمت الجمعية العامة فعالية خاصة تقديرا لإسهامات زعيم جنوب أفريقيا في مجالات الديمقراطية والعدالة والمصالحة. إلى التفاصيل:
يحتفل العالم في الثامن عشر من تموز/يوليو من كل عام بيوم نيلسون مانديلا، ويتذكر إنجازاته العديدة في العمل على حل الصراعات، والديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام والمصالحة.
وفي رسالة مصورة هنأ أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون زعيم جنوب أفريقيا ورمزها بالذكرى الرابعة والتسعين لمولده، وقال عنه:
"كان نيلسون مانديلا محاميا، ومناضلا من أجل الحرية، وسجينا سياسيا وصانع سلام ورئيسا وبلسما لجراح الأمم، ومرشدا لأجيال من القادة والمواطنين على اختلاف مشاربهم في جميع أنحاء العالم. لقد أعطى نيلسون مانديلا سبعا وستين سنة من عمره ليجلب التغيير لمواطني جنوب أفريقيا. وهديتنا له يمكن أن تكون، ويجب أن تكون أن نغيير عالمنا إلى الأفضل".
وضم الأمين العام صوته إلى صوت مؤسسة نيلسون مانديلا لحث الجميع على نذر سبع وستين دقيقة من وقتهم لخدمة المصلحة العامة في اليوم الدولي لنيلسون مانديلا، بمعدل دقيقة عن كل سنة من سنوات عمره قضاها في خدمة الإنسانية.
وقد شهدت الجمعية العامة فعالية تحت عنوان، "بناء عالم يهتم ويرعى، رؤية نيلسون مانديلا"، وصف خلالها ناصر عبد العزيز النصر، رئيس الجمعية العامة مانديلا بأنه أحد عمالقة التاريخ، وبأنه أحد دعائم السلام والعدالة وحركة اللاعنف، وأنه يجسد ثقافة السلام التي تبنتها الأمم المتحدة. وقال:
"كانت القوة المعنوية لموقف الرئيس مانديلا الذي اتسم باللاعنف هي التي حطمت نظام الفصل العنصري. وجاء كفاحه على حسابه الشخصي الذي لم يكن في الحسبان. فقد أمضى الرئيس مانديلا سبعة وعشرين عاما وراء القضبان. ومع ذلك، فعندما خرج من الاعتقال عام 1990، فقد صمم، ليس على الانتقام ممن ظلموه، ولكن على إرساء الأساس لدولة جنوب أفريقيا غير عنصرية، ولا تميز بين الجنسين وديمقراطية، أو على حد تعبيره، دولة قوس قزح، تعيش في سلام مع نفسها ومع العالم".
وقال النصر إن نيلسون مانديلا كان أول رئيس منتخب ديمقراطيا في دولة جنوب أفريقيا الحرة، وكان يؤمن بالحوار وبمشاركة الجميع، واختار المصالحة وليس الانتقام، فتمكن من تجنب احتمال اندلاع الحرب الأهلية في البلاد.
ومن جنوب أفريقيا، شارك في جلسة الجمعية العامة وزير العدل والتنمية الدستورية جيف راديبي، الذي قال إن مانديلا نفسه وأسرته وشعب جنوب أفريقيا والقارة الأفريقية بأكلمها ممتنون لتخصيص يوم دولي لنيلسون مانديلا. مضيفا أن بلاده، والقارة والعالم قد تغيروا منذ مولد مانديلا عام 1918.
"كانت القارة الأفريقية بأكملها تقريبا خاضعة للإمبريالية والاستعمار. إنه لأمر رمزي أن مانديلا قد ولد في ذروة الحرب العالمية الأولي، عندما كان الحلم بعالم سلمي، والذي عمل مانديلا من أجله بلا كلل، لا يمكن تخيله. وكان حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي يعد أقدم حركة تحرير في أفريقيا، والتي كان مانديلا من قادتها البارزين، كان عمره ست سنوات عند مولده. إن احتفالات اليوم بالذكرى الرابعة التعسين لمولد مانديلا تتزامن مع الاحتفالات المئوية بتأسيس حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا".
وقال إن مانديلا قد خصص حياته بكاملها لقضايا الحرية والعدالة والمساواة لشعب جنوب أفريقيا والقارة.
وكان من بين المتحدثين في الجلسة ابراهيم غمباري، الرئيس الأخير للجنة الخاصة للأمم المتحدة لمناهضة الفصل العنصري، والتي يصادف اليوم أيضا الذكرى الخمسين لتأسيسها، وكان قد تم حلها عام 1994، بعد الانتخابات الديمقراطية التي جرت في جنوب أفريقيا. وتحدث غمباري عن أول زيارة قام بها مانديلا لنيويورك، في صيف عام 1990، ونقل عنه في أول كلمة له أمام الجمعية العامة، قبل أن يصبح رئيسا للبلاد، والتي قال مانديلا فيها:
"إننا نعتبر معارضة العنصرية بكل الوسائل الضرورية، وكل الوسائل التي تملكها الإنسانية مبدأ لا يقدر بثمن. أينما تمارس العنصرية، يكون أمامها احتمال أن تلجأ بشكل منهجي وشامل إلى إنكار حقوق الإنسان. وأن أميز ضد ذلك. لأن العنصرية في حد ذاتها تشكل تحديا لحقوق الإنسان، لأنها تنكر النظرة إلى كل شخص كإنسان له قيمة مساوية لأي شخص آخر".
وكانت الجمعية العامة العامة قد تبنت قرارا في العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2009 ينص على اعتبار الثامن عشر من تموز/يوليو من كل عام يوما دوليا لنيلسون مانديلا.