انعدام الأمن في شمال غرب باكستان يزيد الضغط على الأطفال المشردين المتزايد
منذ بداية العام تم تسجيل حوالي مئتي ألف لاجئ - أكثر من نصفهم من الأطفال – في منطقة شمال غرب باكستان المضطرب. والأطفال بوجه خاص يواجهون خطر التعرض للمعاناة النفسية، والتسرب المدرسي والمرض وسوء التغذية بشكل متزايد.
فيما تفر العائلات إلى الشرق هربا من العنف بشمال غرب باكستان، تنقلب حياة الأطفال رأسا على عقب. فالإضافة إلى الخطر الجسدي، يواجه الأطفال خطرا متزايدا من الضيق النفسي، والانقطاع القسري عن المدرسة وسوء التغذية وأمراض مثل الحصبة.
ناسراتا البالغة من العمر ثلاثين عاما، وصلت منذ خمسة عشر يوما إلى مخيم جالوزاي آتية من خبير مع زوجها وابنتهما مدينا البالغة من العمر عشرة أشهر. وفي مركز التغذية الذي تدعمه اليونيسيف، تمت معاينة مدينا... وهي تعاني من سوء التغذية.
وتقول ناسراتا:
"ابنتي ضعيفة جدا، هي لا تتعافى من مرضها. عندما أضعها لتجلس على أرض، تقع في الحال. جلبتها إلى هذا المخيم ليعاينها الطبيب، وقد بدأ بعلاجها."
الآن، وبعد مراقبة وضعها وإعطائها الغذاء العلاجي، تحسنت حالة مدينا.
وفي المنطقة ذاتها، تدعم اليونيسيف أيضا خمسة عشر معسكرا مدرسيا، الذي يوفر لحوالي ستة آلاف طفل التعليم المستمر وسط مستقبل مجهول. خُبانا إبراهيم، أربعة عشر عاما، تعيش في مخيم جالوزاي منذ ثلاث سنوات. فقد هربت عائلتها من قريتهم في خيبر بسبب انعدام الأمن:
"كان والدي مستاء جدا بسبب انقطاعنا عن التعليم. وقد دمر منزلنا بسبب القصف. فقررنا وجيراننا الانتقال إلى المخيم، وجاءنا إلى هنا."
ويشير حسين علي سينا، من مكتب اليونيسيف لحماية الطفل إلى أن المنظمة تدعم مراكز التعلم ومراكز حماية الطفل في المخيمات والمجتمعات المضيفة. ويوضح قائلا:
"في الأساس دورنا هو تحديد هؤلاء الأطفال الذين يواجهون نوعا من الضعف، بما في ذلك المشاكل النفسية والاجتماعية، وبعض القضايا القانونية الأخرى. ونقدم خدماتنا من خلال مراكز التعلم ومراكز حماية الطفل في المخيمات. وقد أنشأنا ستة عشرا مركزا هنا، ولكن نظرا لحالة الطوارئ والعملية العسكرية الجارية في منطقة المنشأ، نتوقع تدفق نازحين جدد."
وفيما يرتفع عدد سكان المخيم، تصل قدرة اليونيسيف على تقديم الخدمات الإنسانية إلى حدودها. وفي هذا السياق تحتاج المنظمة إلى حوالي سبعة وثلاثين مليون دولار إضافية، لضمان توفير المساعدات الإنسانية للمشردين والنساء الضعفاء الذين يعيشون في مخيمات مثل مخيم جالوزاي والمجتمعات المضيفة.