الأمين العام يفتتح مؤتمر الريو ويحث الزعماء إلى عدم التلكؤ في اتخاذ القرارات المصيرية
بدأ مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة أعماله اليوم في ريو دي جانيرو بالبرازيل بمشاركة كبار زعماء العالم وعلى رأسهم الأمين العام العام بان كي مون رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، السيد ميلوس كوتريس. التفاصيل فيما يلي.
"نجتمع اليوم في البرازيل لرسم مستقبل العالم."
بهذه العبارات افتتح أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون مؤتمر ريو + 20 في المدينة البرازيلية ريو دي جانيرو، مشددا على أهمية دعم النمو والمحافظة على البيئة في الوقت نفسه:
"منذ عشرين عاما قدم لنا مؤتمر قمة الأرض مخططا للتنمية المستدامة. لكن التقدم في تحقيقه مازال بطيئا للغاية. فنحن لم نحقق بعد، بما فيه الكفاية، ما اتفق عليه عام 1992. الآن لدينا فرصة ثانية. يجب ألا نضيعها. إذ إن كل تأخير سيصعب الوصول إلى أهدافنا."
وتطرق السيد بان في كلمته الافتتاحية إلى ما يحدث من مآسي عبر العالم، مشيرا إلى انتشار الصراع السياسي والمشاكل الاقتصادية الخطيرة، واتساع الفوارق الاجتماعية وتغير المناخ وتزايد ندرة الموارد الحيوية لحياة بما فيها المياه العذبة والهواء النقي وارتفاع أسعار الغذاء والوقود وعدم توفر فرص العمل اللائقة، داعيا قادة العالم إلى تحدي هذا الواقع والسعي إلى تغييره:
"نحن الآن في معرض اتفاق تاريخي. العالم يراقب لمعرفة ما إذا كانت الكلمات ستترجم إلى أفعال، ونحن نعرف أنها يجب أن تصبح أفعالا. ريو + 20 ليس غاية ولكن بداية. فقد حان الوقت بالنسبة لنا جميعا لنفكر عالميا وعلى المدى الطويل، ابتداء من هنا الآن في ريو دي جانيرو، فالوقت ليس في صالحنا."
ومن بين المتحدثين، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، السيد ميلوس كوتريس، الذي بدا أكثر واقعيا، داعيا إلى تبديد أية آمال غير واقعية:
"في بعض المجالات، بالطبع، سيكون هناك دائما "انتصارات سهلة"، مثل تحسين فرص الحصول على الطاقة النظيفة أو على مياه الشرب المأمونة، وهما حالتين تتداخل فيهما مصالح الصحة البشرية والبيئة. ولكن حتى الآن، وفي كثير من المجالات، لا يمكن ببساطة تجنب المفاضلة بين تعزيز التنمية وحماية البيئة. والتظاهر بخلاف ذلك هو كأننا نؤمن بحل سحري."
ودعا كوتريس إلى عدم التعلق بالأوهام، والسعي إلى إنشاء مؤسسات تشجع صناع القرار على العمل معا، والاعتراف بالمفاضلات، واتخاذ القرارات الصعبة لإدارة التنمية بشكل أفضل:
"لحسن الحظ، ليست هناك حاجة إلى اختراع هذه المؤسسات، فالعديد منها موجود بالفعل. دعونا نعززها، ونبرز ايجابياتها، ونقضي على سلبياتها. ومن ناحيته، حقق المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة قفزات هائلة في السنوات الأخيرة لزيادة الكفاءة والفعالية. فالركائز الثلاث للتنمية المستدامة - الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، أصبحت راسخة في عمل المجلس مع كل يوم يمر.
وفي هذا الإطار أشار ميلوس كوتريس إلى أهمية أن يقوم المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالكثير الكثير فيما يتعلق بالتنمية المستدامة، بما في ذلك عقد اجتماع وزاري خاص بالتنمية وتحسين رصد واستعراض التقدم المحرز في تنفيذ نتائج ريو.
في عالم كهذا، قال كوتيرس، إن تجنب تأثير النمو على البيئة لم يعد خيارا، والقضية المطروحة الآن هي كيفية التعامل مع هذا الأثر.