الوفيات المرتبطة بالحمل والولادة في تراجع.. لتصل إلى نصف معدلها
كشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن أعداد النساء اللاتي يمتن جراء مضاعفات الحمل والولادة قد انخفضت إلى نصف ما كانت عليه قبل عشرين عاما. إلى التفاصيل:
تقرير اتجاهات وفيات الأمومة بين عامي 1990 و2010 الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع، حمل خبرا جيدا للنساء.
فقد تراجعت أعداد السيدات اللاتي يواجهن شبح الموت الناجم عن مضاعفات الحمل والولادة على مستوى العالم إلى حد كبير في مؤشر على التقدم الملموس الذي تحقق في مجال الرعاية الصحية. ولكن التقرير يؤكد أن مازال يتعين بذل المزيد في هذا المجال، الذي يعد من بين الأهداف الإنمائية للألفية. الأمر الذي أعلنه الدكتور تيس بورما المدير بإدارة نظم الإحصاءات والمعلومات الصحية بمنظمة الصحة العالمية عند إطلاق التقرير:
"في عام 2010، قدرنا أنه مازال هناك مائتان وسبعة وثمانون حالة وفاة مرتبطة بالأمومة في العالم، ولكن ذلك يعد إيجابيا، إذ إن فيه تراجعا عن المعدل الذي تجاوز النصف المليون حالة وفاة عام 1990. كما أن هذا التراجع يتسارع، ولكن من المرجح ألا تتمكن الكثير من الدول من تحقيق هدف الألفية بحلول عام 2015".
فخفض وفيات الأمومة بمعدل ثلاثة أرباع ما كانت عليه عام 1990 بحلول عام 2015 يندرج ضمن الأهداف الإنمائية للألفية.
المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، اوسوتيمين باباتوندي، يعلق على الأرقام الجديدة التي وردت في التقرير الذي أطلقه الصندوق ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة والبنك الدولي في نيويورك:
"منذ التسعينيات، خفضنا عدد النساء اللاتي يمتن أثناء الولادة إلى النصف. لم نحقق الهدف بعد لأن عملنا لم ينته. يجب تبني سياسة عدم التسامح مع موت النساء بينما يهبن الحياة، وأعتقد أن هذا هو ما يلتزم صندوق الأمم المتحدة للسكان بتحقيقه مع شركائه، ومن خلال الشراكات مع الدول. نعرف ما يجب القيام به، وكيفية القيام به".
ووفقا للوكالات الثلاث التي أطلقت التقرير، فإن امرأة تموت كل دقيقتين بسبب مضاعفات الحمل والولادة. أما الأسباب الأربع الرئيسية فتتمثل في الزيف الحاد بعد الولادة، والالتهابات، وارتفاع ضغط الدم خلال الحمل والإجهاض غير الآمن.
تسع وتسعون في المائة من وفيات الحمل والولادة تحدث في الدول النامية، ومعظم هذه الوفيات يمكن تفاديها باللجوء إلى التدخلات التي أثبتت جدواها. كما أشار باباتوندي إلى عامل آخر يلعب دورا في تخفيض هذه الوفيات:
"يعد تنظيم الأسرة تدخلا كبيرا يخفض وفيات الأمومة. نعلم أن ثلث الوفيات المرتبطة بالحمل والولادة ترجع إلى عدم الحصول على خدمات تنظيم الأسرة. واليوم، هناك مائتان وخمسون مليون امرأة بحاجة إلى وسائل منع الحمل الحديثة، ولا يحصلن عليها. وهذا أمر غير مقبول".
ووفقا لتقرير اتجاهات وفيات الأمومة بين عامي 1990 و2010، فإن ثلث هذه الوفيات تقع في دولتين اثنتين. ففي عام 2010، تركز عشرون في المائة من وفيات الأمومة، أي ستة وخمسين ألف حالة في الهند، في حين شهدت نيجيريا أربعة عشر في المائة من الوفيات، أو ما يعادل أربعين ألف حالة. وتوجد ست وثلاثون دولة من الدول الأربعين ذات أعلى معدلات وفيات الأمومة في أفريقيا جنوب الصحراء.
ويتحدث باباتوندي عن هذه الأرقام:
"عندما تنظرون إلى أرقام وفيات الأمومة التي حصلنا عليها من مختلف أنحاء العالم، تجدون أن الشباب بصفة خاصة هم الأكثر عرضة من غيرهم بصفة خاصة للحمل المبكر، والزواج المبكر وإجهاض نفسهم. ونعرف أننا لو تمكنا من تزويدهم بوسائل منع الحمل، وتنظيم الأسرة، فإننا سننقذ حياة ملايين الشباب في جميع أنحاء العالم. وأعتقد أننا يجب أن نقوم بذلك".
شرق آسيا، الذي حقق تقدما في منع وفيات الأمومة، يبلغ معدل انتشار وسائل منع الحمل فيه أربعة وثمانين في المائة، ولا يتجاوز انتشار هذه الوسائل أربعة وعشرين في المائة فقط في دول أفريقيا جنوب الصحراء، التي تتميز بأكبر عدد من وفيات الولادة على مستوى العالم.