العالم على موعد مع مؤتمر ريو +20 فما سر أهميته
في الشهر القادم وبعد عشرين عاما من مؤتمر قمة الأرض التاريخي الذي عقد في مدينة ريو تستضيف البرازيل مؤتمر ريو+20 للتنمية المستدامة للاتفاق على أفضل سبل الحد من الفقر وتعزيز العدل الاجتماعي وحماية البيئة في كوكب يتنامى عدد سكانه بشكل مستمر.
نتناول في التقرير التالي مفهوم الاستدامة وبعض آخر التطورات على مسار المفاوضات حول الوثيقة النهائية للمؤتمر.
تزداد قناعة العالم أكثر فأكثر بضرورة أن يتلازم النمو الاقتصادي والتقدم مع الحفاظ على كوكب الأرض لضمان استدامة الموارد للأجيال المقبلة، وأن تراعي في الوقت ذاته جهود حماية البيئة متطلبات التنمية لسكان الكوكب.
ومن هنا تبرز الأهمية القصوى للتنمية المستدامة، ومؤتمر الأمم المتحدة المرتقب المعروف باسم ريو+20.
"إن الناس قلقون بشأن تطلعاتهم على الصعيد الاقتصادي لتحقيق الرخاء والنمو، وعلى صعيد التمتع بالاندماج الاجتماعي وعدم التهميش، وفي مجال محاربة الأضرار اللاحقة بالبيئة. لذا يرتبط مؤتمر ريو بتطلعات البشر وخاصة على المدى البعيد."
نيخيل سيث رئيس أمانة مؤتمر ريو+20 للتنمية المستدامة تحدث مع إذاعة الأمم المتحدة عن أهمية المؤتمر المقرر في يونيو حزيران وعن سير المفاوضات الدائرة بين الدول حول الوثيقة النهائية للمؤتمر.
وقال إن التحدي الرئيسي يكمن في قصر الفترة المتبقية للتفاوض، والتي يجب أن تحاول خلالها الأطراف المختلفة شرح مواقفها والتوافق على وثيقة نهائية.
"إن الوثيقة ستشمل قضايا متنوعة، فالأمر يتعلق بالنمو الاقتصادي والاندماج الاجتماعي وحماية البيئة. وتتضمن الوثيقة أفعالا تعالج هذه الأبعاد الثلاثة للاستدامة. إن النهج المتوازن لتلك الأبعاد هو السبيل الوحيد للتحرك قدما باتجاه المستقبل الذي نريده."
ولكن ما هي الاستدامة؟ بحلول عام 2050 يتوقع أن يزيد عدد سكان العالم من سبعة مليارات نسمة إلى تسعة مليارات، يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على الموارد الطبيعية الآخذة في التناقص.
إذا اتباع نهج الاستدامة، كما يقول الموقع الإلكتروني لمؤتمر ريو، سيضمن تحقيق مستوى معيشة لائق للجميع في الحاضر بدون تعريض احتياجات الأجيال المقبلة للخطر.
ويقول نيخيل سيث مدير أمانة المؤتمر إن ذلك يتطلب الاسترشاد بمبدأ الاستدامة في وضع السياسات وتنفيذها.
"من المهم أن يدرك صانعو القرارات والسياسات ويتصرفوا بناء على المبدأ الأساسي الذي يقول إن الكيفية التي تعالج بها أية أزمة قصيرة الأجل سيكون لها آثار بعيدة الأمد، لذا يمكن معالجة هذه الأزمات بطريقة تجعل مستقبلنا أكثر أمنا وأمانا للأجيال الحالية والمقبلة."
ويؤكد تقرير التنمية البشرية الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2011 على أن الاستدامة ترتبط ارتباطا لا ينفصم بالقضايا الأساسية للإنصاف مثل المساواة والعدل الاجتماعي وزيادة فرص تحسين ظروف الحياة.