الأونروا تضع حجر الأساس في قطاع غزة لأول مدرسة خضراء بمنطقة الشرق الأوسط
وضع المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فيليبو غراندي، يوم الاثنين الرابع والعشرين من مارس آذار حجر الأساس لمشروع ابتكاري لإنشاء "المدرسة الخضراء" الصديقة للبيئة في منطقة خانيونس، جنوب قطاع غزة.
التفاصيل في تقرير مراسلتنا في غزة علا ياسين.
جاء هذا المشروع بعد عمل مكثف من قبل مهندسي الوكالة وبالتعاون مع شركة التصميم الإيطالية "ماريو كوشينيلا للهندسة" وبتمويل سخي من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، عبر البنك الإسلامي للتنمية.
أثناء خطابه للحضور من كبار الشخصيات المحلية وموظفي الأونروا المجتمعين أعرب فيليبو غراندي عن سعادته البالغة لإطلاق هذا المشروع، الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.
"إن افتتاح مدرسة جديدة دائما ما يكون مصدر سعادة لي، وبالنظر إلى المستقبل نحتاج إلى مزيد من الاستثمار في التعليم. في العام الماضي وحده افتتحنا ثلاثين مدرسة جديدة في غزة. وهذه مدرسة أخرى ولكنها خاصة للغاية. أود أن أذكر ثلاثة أسباب لأهمية ذلك، أولا هو دليل على أن الأونروا قادرة على فعل أشياء جديدة في الوقت الذي تواصل فيه الالتزام والوفاء بولايتها، ثانيا أن حماية البيئة هي من أهم الأولويات لدى الأمم المتحدة، ثالث الأسباب هو قضية الحصار."
وتحدث المهندس رفيق عابد، مدير دائرة المشاريع وتطوير المخيمات في وكالة الغوث عن المدرسة الخضراء وسبب تسميتها ومدى فاعليتها للبيئة والمجتمع المحلي:
"المدرسة هي عبارة عن مبنى من ثلاثة طوابق بمساحة إجمالية حوالي أربعة آلاف وثلاثمائة متر مربع بالإضافة إلى جميع الخدمات المتوفرة في بقية المدارس، تصميم المبنى يعتمد على مواد من الطبيعة ملائمة للظروف البيئية بالإضافة إلى تطبيق تكنولوجيا حديثة لاستغلال الموارد الطبيعة كالطاقة الشمسية في توليد الكهرباء والتدفئة وإعادة تدوير المياه حيث سينتج عن ذلك اكتفاء ذاتي بالطاقة الكهربائية وتغطية ما يقارب ستين في المائة من احتياجات المياه السنوية بالمدرسة".
من جانبه يقول المهندس ماريو كوشينيلا صاحب المكتب الاستشاري الذي ساهم بوضع الرسوم المعمارية للمدرسة إنهم أطلقوا عليها اسم المدرسة الخضراء كإشارة للسلام الذي هو هدف إنساني لصيق بالبيئة، مرتبط بكرامة الفلسطينيين ومحفور بذاكرتهم.
"إن المدرسة نتاج جهود مشتركة بيننا وبين المندسين والمعماريين في الأونروا لإقامة مبنى أعتقد أنه سيكون رمزا مهما لغزة وأيضا للعالم. إن الاستدامة هي مستقبلنا، إن العلاقة مع الطاقة والماء والرياح أساسية لتصميم المباني الحديثة. "
الدكتور زكريا الأغا، رئيس دائرة شئون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية والذي حضر مراسم تدشين المدرسة الخضراء، شكر في كلمته المفوض العام للأونروا فيليبو غراندي الذي يغادر منصبه بعد عدة أيام، منوها إلى الجهود الكبيرة التي بذلها في خدمة اللاجئين الفلسطينيين.
وتحدث الأغا عن أهمية مشروع المدرسة الخضراء وقال:
"المدرسة الخضراء التي يوضع اليوم حجر الأساس لتدشينها هي الأولى ليس في فلسطين بحسب بل في منطقة الشرق الأوسط كمدرسة صديقة للبيئة التي ستقام على أسس وقواعد تربوية ومواصفات بيئية دولية للحفاظ على البيئة من جهة والنهوض بالواقع التعليمي في المخيمات الفلسطينية من جهة أخرى"
ويعتبر إنشاء مدرسة الكويت الخضراء مثالاً آخر على جهود الأونروا الحثيثة لتوفير أفضل الخدمات الممكنة للاجئين الفلسطينيين في غزة، إضافة إلى المساهمة في إيجاد الحلول لبعض التحديات البيئية التي تواجه سكان القطاع.
علا ياسين / إذاعة الأمم المتحدة / قطاع غزة