الشاب الباكستاني إبراهيم خان يدعو إلى صناعة السلام من خلال التعليم كبديل عن استخدام الطائرات بدون طيار
في الوقت الذي تترابط فيه اقتصادات العالم ويسهل انتشار عدم الاستقرار عبر الحدود، يدعو الشاب الجامعي الباكستاني ابراهيم خان إلى فهم قوة التعليم التي، على حسب قوله، لا مثيل لها، والاستثمار بها من أجل التغلب على أكبر تهديدات عصرنا، بدءا من الفقر المدقع وصولا إلى الإرهاب. التفاصيل في تقرير مي يعقوب.
منذ إنشاء باكستان، أهملت منطقة شمال وزيرستان وباقي القبائل، وحتى أن سكانها لا يتمتعون بحقوق الإنسان الأساسية المعترف بها بموجب القانون الباكستاني والدولي.
استخدام طائرات بدون طيار للمراقبة وما يسمى القتل المستهدف أصبح بسرعة القضية الأكثر إثارة للجدل في مجال حقوق الإنسان في العالم. وتظهر هذه القضية أكثر وضوحا في باكستان، حيث يعاني الناس الأبرياء بشدة من عواقب الطائرات بدون طيار.
هذا باختصار ما حاول الشاب إبراهيم خان نقله عبر مصلق إعلاني خلال مشاركته في حدث تحت عنوان "نشر السلام من خلال التعليم" نظمته لجنة التعليم حول الأمم المتحدة.
إبراهيم خان يقدم بديلا عن استخدام الطائرات بدون طيار. ألا وهو التعليم. هذا البديل، برأي خان، يمكن أن ينقذ حياة كثيرين ممن يلقون حتفهم بشكل عشوائي:
"أعتقد أن التعليم هو أقوى أداة لتعزيز السلام والوئام. التعليم هو الأداة الانتاجية التي تُبقي الأطفال بعيدا عن الشارع. فهي لا تعمق معرفتهم فقط ولكن من شأنها أن تزيد أيضا من اتساع رؤيتهم، حتى يتمكنوا من القيام بتحليل نقدي للوضع، بدلا من أن تقودهم بعض الجماعات المتطرفة سيئة السمعة. وعندئذ يكونون قادرين على التحدث عن أنفسهم بطريقة بناءة."
وعن السبب في اختياره للحديث عن هذا الموضوع، قال لي إبراهيم خان في حوار إذاعي إنه ولد في الشمال الغربي من باكستان، وهي المنطقة التي أصبحت ضحية لهذا السيناريو الجاري. لذلك عندما سمع بهذا المؤتمر عبر جامعته التي يدرس بها حاليا في بريدج بورت بالولايات المتحدة، لمع هذا الموضوع في ذهنه في الحال:
"في الواقع، أطفالنا في تلك المنطقة يكافحون للحصول على التعليم الأساسي والذي، وفقا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، هو حق أساسي لهم، وليس مجرد امتياز. وأعتقد أيضا أن التعليم هو الأداة الأقوى لتحقيق الانسجام داخل المجتمع. وقد تم فصل الحزام القبلي في شمال غرب باكستان أساسا وأهملته حكومة باكستان منذ استقلال البلاد. لذلك أقترح الاستثمار في الأطفال من خلال التعليم، -بدلا من الغارات بطائرات بدون طيار ضد أهداف إرهابية مزعومة-، من أجل دمجهم (الأطفال) سياسيا واقتصاديا. بهذه الطريقة يمكننا سد الفجوة بين الثقافة الغربية والثقافة الباكستانية."
خان تحدث إيضا عما تقوم به الشابة ملالا يوسفزاي، التي كانت قد تعرضت لهجوم من قبل طالبان واكتسبت الكثير من الشهرة في وسائل الإعلام. إبراهيم أشار إلى أنه خلال زيارة ملالا إلى رئيس الولايات المتحدة، شجعت ملالا أوباما على "إعادة تركيز" جهوده المعنية بمكافحة الإرهاب، على التعليم بدلا من الطائرات بدون طيار، قائلا إنها (ملالا) فعلت ما دعا إليه السياسيون والمشاهير ودعاة التعليم مثله الذين كافحوا لسنوات، وهو وضع التعليم على جدول الأعمال العالمي، آملا في أن تلقى تعليقاتها صدى لدى الرئيس بارك أوباما وغيره من الزعماء.