في اليوم الدولي للأرامل الأمم المتحدة تسلط الضوء على محنة ملايين النساء على مستوى العالم
تحتفل المنظومة الدولية لأول مرة باليوم الدولي للأرامل في 23 حزيران/يونيه 2011، للتعبير عن التفهم الخاص لمحنة الأرامل وأطفالهن في سبيل استعادة حقوقهن الإنسانية وتخفيف وطأة الفقر من خلال التمكين. في التقرير التالي مزيد من التفاصيل.
في الواحد والعشرين من كانون الأول/ديسمبر 2010، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قرارا يقضي بالاحتفال باليوم الدولي للأرامل في الثالث والعشرين من حزيران/يونيو من كل عام، اعتبارا من عام 2011. وأهابت بالدول الأعضاء ومنظومة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى، في نطاق ولاية كل منها، إيلاء اهتمام خاص لحالة الأرامل وأطفالهن.
وبرعاية بعثة الغابون الدائمة لدى الأمم المتحدة، عقد بهذه المناسبة حدث خاص بمشاركة العديد من المسؤولين وعلى رأسهم زوجة الأمين العام يو سون تايك.
المديرة التنفيذية لكيان الأمم المتحدة للمرأة، ميشال باشوليت، افتتحت الجلسة مشيرة إلى المعاناة النفسية والمادية التي تتعرض لها الأرامل:
“بالإضافة إلى التعامل مع الحزن، تجد الأرامل أنفسهن لأول مرة خارج أي تغطية تكفلها شبكة الأمان الاجتماعي. العديد من هؤلاء النساء يقعن سريعا في براثن الفقر، حتى لو لم يختبروه من قبل. في جميع أنحاء العالم يقدر أن حوالي مليون وخمسة عشر ألف أرملة يعيشن في فقر مدقع مع أطفالهن. وفي سياق الصراعات المسلحة في جميع أنحاء العالم، فضلا عن فيروس نقص المناعة البشرية ووباء الإيدز، عدد الأرامل في تزايد.”
ويتيح اليوم الدولي الأول للأرامل الفرصة للفت الانتباه لعدد من الشدائد التي لا مناص للأرملة من مجابهتها “لأول مرة” غداة وفاة زوجها، كما أوضحت سيدة الغابون الأولى، سيلفيا بونغو أونديبا، التي أشارت في كلمتها إلى القيمة النساء الكبيرة بغض النظر عن أعمارهن أو طبقتهن الاجتماعية أو وضعهن العائلي:
“إن قضية الأرامل هي قضية عالمية وتندرج ضمن الأهداف الإنمائية للألفية. نضالنا ملح، لأن الترمل هو سبب لعدد كبير من أعمال العنف والتمييز ضد المرأة. فبعد أن تطرد الأرملة من منازلها وتجرد من ممتلكاتها، يجب عليها أن تضاعف شجاعتها وطاقتها ليس فقط من أجل التغلب على أمر فقدان زوجها، ولكن أيضا لإعالة أطفالها.”
وبعض الأرامل مجرد مراهقات، بل هناك من هن أصغر سنا. وقد تترتب على وفاة أزواجهن تبعات رهيبة لا مفر لهن من تحملها طوال ما تبقى من عمرهن. فمن اللازم إذن توفير الحماية لجميع الأرامل عن طريق إعمال الحقوق المنصوص عليها في اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وفي سائر المعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، كما جاء في رسالة الأمين العام بان كي مون بهذه المناسبة.
ولئن كانت المنية قدرا محتوما، أضاف السيد بان، فبوسع العالم أن يخفف من المعاناة التي تكابدها الأرملة بسبل منها الإعلاء من شأنها ومد يد المساعدة لها في أوقات الشدة. فذلك حريٌّ بأن يساهم في تعزيز مشاركة جميع النساء في المجتمع بشكل تام وعلى قدم المساواة. وبذلك، تابع الأمين العام، سندنو أكثر فأكثر من هدف القضاء على الفقر وإحلال السلام في العالم أجمع.