نقص التغذية مستمر في كوريا الشمالية على الرغم من تحسن المحاصيل
وجدت دراسة استقصائية حديثة للتقييم الغذائي في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية أجرتها منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي، أن حوالي ثلاثة ملايين شخص ما زالوا يواجهون انعدام الأمن الغذائي في البلاد. مزيد من التفاصيل في التقرير التالي.
مازال الأطفال في كوريا الشمالية يعانون من سوء التغذية على الرغم من الزيادة في إنتاج الأغذية الأساسية، وفقا لاثنتين من وكالات الأمم المتحدة.
فقد أجرت كل من منظمة الأغذية ( فاو) وبرنامج الأغذية العالمي مؤخرا تقييما مشتركا للمحاصيل والأمن الغذائي في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية.
وعن هذه الدراسة قال ماركوس برايور، المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي في بانكوك:
"أعتقد أن الدراسة تظهر تحسنا في المحاصيل هذا العام بالمقارنة مع العام الماضي، ولكنها تظهر أيضا نضالا مستمرا لمعالجة سوء التغذية خاصة بين صفوف الأطفال. إحدى النتائج المقلقة التي توصل إليها التقييم هو أن إنتاج فول الصويا انخفض بنسبة 30 في المائة هذا العام، الأمر الذي يرجع إلى حد كبير إلى موجة الجفاف الطويلة التي اجتاحت البلاد خلال الموسم الزراعي."
وأوضح المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي أن فول الصويا يعتبر ضروريا لتوفير العديد من العناصر المفقودة في النظام الغذائي النموذجي في كوريا الشمالية، الذي يفتقد كميات كبيرة من البروتينات والدهون والزيوت، مشيرا إلى قلق وكالات الأمم المتحدة إزاء نشأة الأطفال الصغار على نظام غذائي غير كاف وغير مناسب، الأمر الذي أدى إلى استمرار معاناتهم من سوء التغذية.
برايور الذي كان يتحدث إلى إذاعة الأمم المتحدة أشار إلى عدد من التدابير التي يمكن اتخاذها من أجل التخفيف من حدة المشكلة، بما فيها التدابير طويلة الأمد التي تعتمد على تحسين وتحديث تقنيات الزراعة والري. أما عما يقوم به برنامج الأغذية العالمي لدعم النظام الغذائي في كوريا الشمالية، فقال ماركوس برايور:
"إن عملياتنا تركز على سد الفجوة من حيث العناصر الغذائية والفيتامينات المفقودة في النظام الغذائي لكوريا الشمالية. نركز على الأطفال، خاصة هؤلاء دون سن الخامسة، وأمهاتهم خلال فترتي الحمل والرضاعة، لضمان أنهم يتناولون الغذاء المناسب من خلال مزج الطعام بالفيتامينات والحديد والبسكويت المدعم."
وفي نفس الإطار أوضح كيسان كانجال، الاقتصادي بمنظمة الأغذية والزراعة، أن البلاد بحاجة إلى إنتاج المزيد من الأغذية الغنية بالبروتين مثل فول الصويا والأسماك وبذل المزيد من الجهد في زرع محصولين سنويا حتى يكون هناك نظام غذائي أكثر تنوعا متاحا للجميع.
وقال كانجال إن الحدائق الخضر المنزلية من شأنها أن تساعد في تحسين التغذية وأنه من الضروري أيضا إجراء تغييرات على نظام التسويق الزراعي التي من شأنها أن تسمح للمزارعين ببيع الأرز والذرة والقمح في السوق.