شباب عربي يعمل من أجل المناخ ويطالب حكوماته بالقيام بدور قيادي في الجهود الدولية
طالبت مجموعة الشباب من أجل المناخ الحكومات العربية بالقيام بدور القيادة في مواجهة التغيرات المناخية، معربين عن الأمل في أن يسفر مؤتمر الأمم المتحدة المقرر في الدوحة في أواخر الشهر الحالي عن نتائج ملموسة للتصدي للتغير المناخي.
التفاصيل في التقرير التالي.
مجموعة الشباب من أجل المناخ في المنطقة العربية هي مجموعة مستقلة تشكلت منذ نحو ثلاثة أشهر للمساهمة في حل أزمة المناخ والمطالبة بإنشاء اتفاقات ملزمة في هذا المجال في إطار المفاوضات الدولية.
في بدايتها تشكلت المجموعة من عشرين منسقا وطنيا من خمس عشرة دولة عربية منها موريتانيا والجزائر وليبيا ومصر وتونس والسودان.
من ليبيا تحدثنا مع منسق الحركة عبد القادر أحمد النجدي الذي قال إن تأسيس المجموعة جاء بدعم من منظمات دولية منها الحملة العالمية للعمل المناخي.
"في عاصمة مصر القاهرة التقى أكثر من ثلاثة عشر شابا وشابة من خمس عشرة دولة عربية، اجتمعوا في القاهرة لمدة أسبوعين شاركوا خلالها في ورش عمل تم خلالها تبادل الأفكار والخطط والتعرف على كيفية العمل من أجل تحريك الشارع وتنبيه الحكومات العربية، وخاصة التي تنتج النفط، إلى مخاطر التغير المناخي وضرورة الاتجاه إلى سياسات جديدة قد تساعد بشكل أو بآخر في تقليل الضرر من التغير المناخي."
ينتمي إلى المجموعة أيضا أعضاء فلسطينيون وأردنيون وعراقيون، وقال منسق الحركة في ليبيا إن الاتصالات جارية مع شباب من دول أخرى معربا عن الأمل في أن ينضم إليها أعضاء من جميع أنحاء العالم العربي.
حرص مؤسسو حركة الشباب من أجل المناخ على تشكيلها في هذا التوقيت بالتحديد لأن مؤتمر الأمم المتحدة الدولي لأطراف اتفاقية التغير المناخي سيعقد في العاصمة القطرية الدوحة في أواخر نوفمبر تشرين الثاني.
وقال منسق الحركة في ليبيا عبد القادر النجدي إن المجموعة ستنقل، خلال حضورها المؤتمر، رسالة واضحة تؤكد أهمية تولي الدول العربية دور القيادة في مجال مواجهة التغير المناخي.
"حان الوقت للعرب لأن يقودوا مفاوضات التغير المناخي، العرب لديهم القوة الكافية لفرض نقاط رئيسية تدفع العالم للتحرك ضد التغير المناخي. المؤتمرات السابقة مثل التي عقدت في كوبنهاغن أو كانكون بالمكسيك لم تسفر عن شيء بل كانت تتحول إلى نقاشات عادية وتبادل التهم بين الدول. الآن نريد أن نجعل من مؤتمر قطر مؤتمرا فارقا في تاريخ العالم العربي، سنتوجه بالرسالة التالية: يجب أن يقود العرب تلك المفاوضات أو يجبروا، إن صح التعبير، العالم على توقيع اتفاقيات جديدة تحافظ على المناخ وتقلل آثار التغير المناخي والأضرار البيئية، بالإضافة إلى وضع قوانين جديدة في هذا المجال."
وقامت مجموعة الشباب من أجل المناخ بتخصيص العاشر من نوفمبر تشرين الثاني ليكون اليوم الإقليمي الأول للتحرك لمواجهة التغير المناخي، ونظمت خلاله فعاليات كان منها مسيرات سلمية وحملات لغرس الأشجار.
وفيما أكد عبد القادر النجدي منسق الحركة في ليبيا على ضرورة الاهتمام بالطاقة المتجددة في الدول العربية، قال إن ذلك يتطلب رفع الوعي في الشارع العربي.
"يجب أن يتحول العالم العربي الآن إلى الطاقة البديلة، فالوطن العربي ليس عقيما في هذا المجال، لدينا الصحراء الليبية والجزائرية والمصرية، هذه الصحراء قادرة على أن تضيء أوروبا والعالم بأسره بالطاقة الشمسية. يجب أن يفكر العرب جديا في استثمار هذه الطاقة للتخفيف ولو بجزء بسيط من استخدام الفحم الحجري أو الغاز والنفط. هناك بدائل جيدة ومستدامة وسوف تدر أموالا كثيرة على العالم العربي إذا طبقها بشكل جيد، وهذا لن يأتي ما لم يكن هناك وعي لدى المواطن العربي والشارع العربي بأهمية التحرك ضد تغير المناخ."
ويرى عبد القادر النجدي أن الثورات التي حدثت في عدد من الدول العربية تمثل منعطفا مهما للغاية لصالح رفع الوعي بين الشباب بشكل خاص وتعزيز مشاركتهم في القضايا العامة.
وأكدت مجموعة الشباب من أجل المناخ أن الوقت قد حان ليستمع القادة لمطالب الشباب الداعية إلى التحرك العاجل من أجل تجنب تداعيات التغير المناخي.