الأمين العام يحذر من إمكانية تحرك سوريا والمنطقة نحو نقطة الانهيار ويقول إن مخاطر الحرب الأهلية الشاملة وشيكة وحقيقية
قال أمين عام الأمم المتحدة بان كي إن الوضع في سوريا يواصل التدهور، وإن كل يوم يحمل إضافات جديدة إلى قائمة فظائع النظام من اعتداءات ضد المدنيين، وانتهاكات وحشية لحقوق الإنسان، واعتقالات جماعية وتعذيب، وعمليات قتل بأسلوب الإعدامات لأسر بأكملها.
وأضاف الأمين العام، في كلمته أمام الجمعية العامة في جلستها غير الرسمية حول سوريا، أنه من الواضح أن الرئيس الأسد وحكومته قد فقدوا شرعيتهم، الأمر الذي أكدته مذبحة الحولة مؤخرا، والتي شهدت إعدام الرجال والنساء وحتى الأطفال، من مسافات قريبة، والذين تعرض بعضهم للذبح وسحقت جماجمهم. ثم تحدث عن المذبحة الأخيرة:
"إن أي نظام أو زعيم يتسامح مع مثل هذا القتل للأبرياء يفقد إنسانيته الأساسية. إن الأخبار التي وردت اليوم حول مذبحة أخرى في القبير وكفر زيتا مروعة ومقززة. فالقرية يبدو أنها محاطة بالقوات السورية، وجثث المدنيين الأبرياء ملقاة حيث تم إطلاق النار عليها، وبعضها كما يزعم، قد حرق، أو مزقت بالسكاكين. إننا ندين هذه الوحشية التي لا توصف. ونجدد عزمنا على تقديم المسئولين عنها للمساءلة".
وأشار السيد بان إلى أنه لم يتم السماح لمراقبي الأمم المتحدة في البداية بالوصول إلى قرية القبير، وأثناء محاولاتهم، تعرضوا لإطلاق نيران الأسلحة الصغيرة عليهم.
وقال إن المتظاهرين السلميين استمروا بشجاعة في الدعوة من أجل الكرامة والحرية. وقدموا حياتهم ثمنا، وإن هناك القليل من الأدلة على أن الحكومة السورية تفي بالتزاماتها بموجب خطة النقاط الست التي أقرها مجلس الأمن منذ أكثر من شهرين. ومن جانبهم، لجأ العديد من عناصر المعارضة للأسف إلى حمل السلاح، وأعلنوا أنهم لن يحترموا الخطة. وأضاف:
"كلما طال أمد هذا الصراع لفترة أطول فستزيد صعوبة الطريق نحو السلام والمصالحة، ويجب أن يدرك المجتمع الدولي تلك الحقائق، ويتحرك بوحدة وإرادة جماعية. إن أولوياتنا تظل واضحة، وهي وقف العنف، وحماية الشعب السوري وحقوقه، وإيصال المساعدات الإنسانية لمن يحتاجون لها، ودفع الحل السياسي للأزمة".
وأكد السيد بان مجددا أن خطة المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان هي محور جهود حل الأزمة، ودعا لمواصلة دعمها بخطوات أقوى لضمان الامتثال لها، وقال إن الدول المجاورة لسوريا تتحمل مسئولية خاصة. ودعا الحكومة السورية للسماح بدخول نائب المبعوث المشترك نبيل العربي إلى البلاد، كجزء من الفريق المفاوض.
وأعرب الأمين العام عن تقديره لجهود أمين عام جامعة الدول العربية، نبيل العربي، وأشاد أيضا بالجهود الاستثنائية للمبعوث الخاص المشترك كوفي عنان، وبمراقبي الأمم المتحدة، قائلا إنهم يعملون بأقصى قدر من التفاني، في أشد الظروف صعوبة وخطورة. وأضاف:
" إنهم أعين وأذان المجتمع الدولي. إنهم يشهدون أسوأ الفظائع. عندما تعرض الأبرياء للذبح قبل أسبوعين في الحولة، نقلوا الحقائق بموضوعية وبدون تحيز. يجب أن نعترف بالمخاطر التي يعملون فيها. ومع ذلك، ومع المعرفة التامة بهذه المخاطر، يتعين علينا اليوم أن نفعل كل ما بوسعنا لوضع حد للقتل ودفع الحل السياسي للأزمة".
وحذر الأمين العام من إمكانية أن تتحرك سوريا والمنطقة بسرعة من نقطة التحول التي أشار إليها عنان إلى نقطة الإنهيار، مشيرا إلى أن مخاطر الحرب الأهلية الشاملة وشيكة وحقيقية. ومرة أخرى وجه كلامه إلى الرئيس السوري:
"ولذا، أدعو الرئيس الأسد بشكل عاجل، وبدون قيد أو شرط لتطبيق خطة عنان ذات النقاط الست. وأدعو الرئيس الأسد للسماح لبعثة مراقبي الأمم المتحدة بالقيام بعملها، بسلام وبدون تدخل أو تخويف. وأدعو السلطات السورية للسماح للفرق الأمم المتحدة الإنسانية للعمل بحرية، فأكثر من مليون مدني يحتاجون للمساعدة، شأنهم شأن ما يقدر بثمانية وسبعين ألف لاجئ سوري في الدول المجاورة".
ودعا الأمين العام الدول أعضاء الأمم المتحدة إلى ممارسة أقصى نفوذهم مع الجانبين لمساعدة المبعوث الخاص المشترك على النجاح في مهمته البالغة الأهمية.