أعضاء مجلس الأمن الدولي في زيارة رسمية إلى دول غرب أفريقيا
في إطار جولتهم في غرب أفريقيا، زار أعضاء مجلس الأمن الدولي ليبيريا حيث أشادوا بالتقدم المحرز في البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 2003، وأكدوا دعمهم لجهود المصالحة والحوار، تفاصيل أوفى عن هذه الزيارة في سياق التقرير التالي:
في جولة تستمر ستة أيام لعدة دول أفريقية، تشمل ليبيريا وكوت ديفوار، وسيراليون، زار أعضاء مجلس الأمن منروفيا حيث اطلعوا على الأوضاع في البلاد، وأجروا لقاء مع الرئيسة إلين جونسون سيرليف.
سفير المغرب في الأمم المتحدة محمد لوليشكي الذي يشارك في رئاسة هذا الوفد أكد أن المجلس جاء إلى ليبريا برسالة مفادها الإعجاب والتقدير لما حققته هذه البلاد وقيادتها من تقدم، مؤكدا تفاؤله بشأن مستقبلها من ناحية الاستقرار والازدهار مضيفا:
"في جدول أعمال مجلس الأمن، إفريقيا تحتل الصدارة، وحينما نتناول أي موضوع من موضوع النزاعات التي للأسف الشديد موجودة في إفريقيا، نرتكز في معلوماتنا على تقارير الأمين العام وعلى قرارات مجلس الأمن، هذه الزيارة التي يقوم بها مجلس الأمن إلى عين المكان والتي يرى من خلالها مباشرة الوقائع والحقيقة ويستمع إلى السلطات واللاجئين لا يمكن أن تعوضها أي تقارير، فمجلس الأمن تتكون له معرفة عميقة وقريبة من الواقع عندما يذهب في مثل هذه الزيارات، لأنها تمكنه من أن يرى الصورة بكاملها على الواقع، ومساهمة عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة في البلاد التي تعرف نزاعات أو التي تخرج منها"
لوليشكي أكد أن هذه الرحلة إلى غرب إفريقيا كونت لمجلس الأمن صورة عن الواقع للأوضاع في المنطقة برمتها التي تواجه تحديات ليس فقط فيما يتعلق باللاجئين ولكن التهديدات من قبيل الإرهاب والمساس بسيادة والوحدة الترابية لهذه الدول، وأضاف لوليشكي :
"هذه الزيارة سمحت لأعضاء مجلس الأمن أن يكونوا صورة حقيقة حول العديد من الأشياء، وحينما يعود أعضاء مجلس الأمن إلى نيويورك سيعقدون جلسات تقيميه ومقارنة لما تم استنتاجه ما بين الأعضاء، وأنا مقتنع أن نظرتنا إلى الأمور ستكون اقرب إلى الواقع وأن الحلول التي سنقترحها ستكون أكثر نجاعة وفعالية".
بدورها سفيرة الولايات المتحدة الأميركية سوزان رايس التي ترأس الوفد مع سفير المغرب، محمد لوليشكي، أشادت بالجهود الرئيسة لوضع أجندة إنمائية واقتصادية طموحة للبلاد مؤكدة أن ليبريا قد خطت خطوات متقدمة منذ نهاية الحرب الأهلية وأضافت قائلة:
"لقد أدهشني كيف تبدو الأمور أفضل اليوم مما كانت عليه في عام 2009، لقد تحسنت البنية التحتية وقد تم القيام بالعديد من الإصلاحات الاقتصادية كما أن هناك تقدما في مجال تحقيق العملية الديمقراطية السياسية، والخدمات الاجتماعية، إنني أشجع ليبيريا في مسيرتها على الرغم من أن هناك تحديات لا تزال قائمة ولكن التقدم الذي تحقق مدهش حقا ".
ومن ليبيريا، توجه الوفد إلى كوت ديفوار للاجتماع مع الرئيس الحسن وتارا وممثلين عن الجمعية الوطنية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس الجمعية الوطنية ورئيس لجنة الحوار، فضلا عن ممثلين عن المؤسسات الأخرى في الدولة، والمجتمع المدني، والأحزاب السياسية.
السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، جيرار أرو احد أعضاء الوفد، قال إن القضايا التي أثيرت من قبل أعضاء مجلس الأمن مع المسئولين الحكوميين في كوت ديفوار، كانت أهمها، القضاء، وإصلاح قطاع الأمن، وضرورة إنشاء جيش ديمقراطي، وقوات الشرطة، والدرك، تحت قيادة سلطات ديمقراطية، والعمل على تسريح جميع الميليشيات الذين كانوا يحملون أسلحة وأضاف:
"نحن هنا لنسأل السلطات الإيفوارية عن ما يتوقعونه منا خلال الأشهر والسنوات المقبلة، لأننا مقبلون على فترة انتقالية، حيث إن وجود الأمم المتحدة في البلاد سوف يتغير بشكل تدريجي، من وجود عسكري في الأساس إلى مشاركة في الأمن والعدالة والتنمية ".
وقبل توجههم إلى سيراليون وهي المحطة الأخيرة في زيارتهم الى المنطقة عقد الوفد اجتماعا في أبيدجان مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، بحثوا خلالها الأوضاع في مالي وغينيا بيساو.