في اليوم الدولي للتنوع البيولوجي الأمم المتحدة تحث على حماية أكبر للمحيطات
تحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي للتنوع البيولوجي وذلك لزيادة الفهم والتوعية بالمسائل المتعلقة بالتنوع البيولوجي، بعد أن خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة تاريخ 22 مايو/أيار ليصبح يوما دوليا للتنوع البيولوجي. التفاصيل في سياق التقرير التالي:
يمثل التغيير المناخي أحد العوامل الرئيسية التي تهدد التنوع البيولوجي على الأرض، ووفقا لتقارير أعدتها العديد من الهيئات الحكومية والدولية المعنية بتغير المناخ، فإن التغيير المناخي سيؤثر على وظيفة وهيكلة معظم الأنظمة البيئية ويقلل التنوع البيولوجي وبالتالي سيؤثر على خدمات النظام البيئي التي تحتاجها الكائنات الحية على الأرض، بفعل الانبعاثات الدفيئة.
بسبب تغير المناخ وخلال القرن العشرين ارتفع مستوى البحر ما بين عشرة إلى عشرين سنتيمترا، وانخفض حجم الكتل والأنهار الجليدية في سويسرا إلى حوالي الثلثين، وخلال العقود الثلاثة الماضية انخفض سمك الجليد في المنطقة القطبية الشمالية إلى نحو أربعين بالمائة.
إن تغير المناخ هو بفعل أنشطة الإنسان على الكوكب، ولم يحدث في تاريخ البشرية أن دمرنا التنوع البيولوجي كما نفعل الآن يقول احمد جوغلاف الأمين التنفيذي السابق لاتفاقية التنوع البيولوجي، وهي معاهدة دولية ملزمة قانونا لها غايات ثلاث، حفظ التنوع البيولوجي؛ والاستخدام المستدام له والتقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة عن موارده الجينية :
" في كل ساعة تختفي ثلاثة أنواع بيولوجية وكل يوم يختفي من مائة إلى مائة وخمسين نوعا وفي كل عام من خمسة عشر ألفا إلى ثمانين ألف نوع وهذه نتيجة لآلاف السنين من التطور".
التنوع البيولوجي البحري اختير موضوعاً لليوم الدولي للتنوع البيولوجي هذا العام، نظرا لأهميته الكبرى، إلا انه لم يلق من الإنسان الرعاية الكافية حسبما يقول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي أكد أن العالم يعاني من الإفراط الشديد في استغلال أرصدته السمكية. وقد أدى صيد الكثير من الأنواع إلى انخفاضٍ كبير في أعدادها فأصبحت أرصدتُها جزءاً ضئيلاً مما كانت عليه في الأصل. وأُزهِق أكثر من نصف المصائد العالمية واستُنفِد ثلثٌ آخر. ومن المقدر أن نسبةً تتراوح بين 30 و 35 في المائة من البيئات البحرية الحرجة، مثل الأعشاب البحرية وأشجار المانغروف والشعب المرجانية، قد دُمرت. ولا تزال النفايات البلاستيكية تقتل الحياةَ البحرية فضلا عن التلوث الذي يخلق مساحات من المياه الساحلية تكاد تخلو تماماً من الأكسجين. ويضاف إلى هذا كله أن تزايدَ حرق الوقود الأحفوري بأنواعه يؤثر على المناخ العالمي، مما يجعل سطح البحر أكثر حرارة فيتسبب بالتالي في ارتفاعٍ في مستواه وزيادةٍ في حموضة المحيطات مع ما سيتتبعه ذلك من عواقب بدأنا بالكاد في تفهُمها كما قال الأمين العام.
الموارد الموجودة في المحيطات مهمة بالنسبة للملايين من الناس حول العالم يقول الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بالتنوع البيولوجي، بروليو فيريرا، فهيئة الإشراف على الاتفاقية تحذر من أن الإفراط في الصيد والتلوث من بين التهديدات الرئيسية لبقاء النظم الإيكولوجية البحرية والساحلية.
فيريرا يقول إن الملايين من الناس الذين قد لا يعتقدون أن لديهم أي اعتماد قوي على المحيطات والتي تكمن فيها العديد من الفوائد مضيفا:
"الثروة السمكية توفر ما يزيد على خمسة عشر بالمائة من الغذاء البروتيني الحيواني على المستوى العالمي، والعديد من البيئات الساحلية توفر الحماية للبيئات الداخلية من الكوارث الطبيعية التي تسببها البحار، كما أن هناك العديد من المواد المشتقة من الأعشاب البحرية تعنى بصحة وجمال الإنسان".
كما اعتبر فيريرا أن العديد من النباتات البحرية تحتوي على العديد من المواد المستخدمة والتي قد تعتبر ذات استخدام محتمل في مجال الطب وصحة الإنسان، وهذا ما يؤكده أحمد جوغلاف الأمين التنفيذي السابق لاتفاقية التنوع البيولوجي :
"نعم إن التنوع الإحيائي يمكن أن يساعد ويجب أن يساهم في الحل لأن الأنظمة البيئية الصحيحة مهمة لصحة الإنسان وأيضا لصحة الغلاف الجوي".
يشار إلى أن اعتماد التنوع البيولوجي البحري موضوعاً لليوم الدولي للتنوع البيولوجي لهذه السنة يعطي أطراف الاتفاقية المتعلقة بالتنوع البيولوجي ولكل المهتمين بالحياة البحرية فرصة زيادة الوعي بتلك المسألة ورفع مستوى النشاط الوطني بشأنها.