الأمم المتحدة تدعو لاتخاذ إجراءات عاجلة لمساعدة منطقة الساحل بغرب أفريقيا التي ضربها الجفاف
عُقد في العاصمة الايطالية روما، اجتماع شارك فيه رؤساء منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، فاو، والصندوق العالمي للتنمية الزراعية إيفاد، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إضافة إلى منسقة الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة فاليرى أموس ومسؤولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي، ناقشوا فيه الأزمة الإنسانية التي تهدد إقليم الساحل الغربي. التفاصيل في سياق التقرير التالي:
عاد الجفاف مجدداً إلى منطقة الساحل في غرب أفريقيا للمرة الثالثة خلال عقد من الزمن ليجلب الجوع لملايين الأشخاص في جميع أنحاء المنطقة.
المشاركون في اجتماع روما دعوا إلى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للتصدي لارتفاع مستويات الجوع وسوء التغذية في المنطقة ووضع جدول عاجل لإعادة التأهيل.
جوزيت شيران المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، قالت إن احتياجات ملايين المتضررين من الجفاف في الساحل كبيرة الحجم، وقد حان الوقت الآن للتحرك، مضيفة أن هذا الاجتماع يعقد في لحظة حاسمة حيث تستعد الوكالات الإنسانية لتكثيف استجابتها في إطار جهودها لمنع تحول الأزمة إلى كارثة. وأضافت :
"وكالات الأمم المتحدة وممثلو الحكومات الفعالة والجهات المانحة يطالبون بصورة عاجلة بتقديم المساعدات الإنسانية إلى منطقة الساحل الإفريقي بسبب ارتفاع مستوى الجوع وأسعار المواد الغذائية وأعداد المشردين نتيجة الصراعات التي تؤثر على منطقة الساحل بغرب إفريقيا برمتها".
شيران أكدت أن هذه فرصة عظيمة لجميع رؤساء الوكالات والدول المانحة ليكونوا معا لمناقشة مدى خطورة الوضع في منطقة الساحل، والقيام بذلك في وقت مبكر قبل تفاقم الأزمة بشكل كبير مضيفة:
"هذا الجفاف الكبير خلف أكثر من عشرة ملايين شخص في مواجهة خطر الأمن الغذائي اليوم . هناك أكثر مليون طفل يواجهون سوء التغذية التي يمكن أن تؤدي إلى العديد من المخاطر على المدى الطويل".
المجتمعون أكدوا أن هناك حاجة إلى استجابة شاملة وسريعة للأزمة لتلبية احتياجات الفئات الأكثر ضعفا - ولاسيما النساء والأطفال. إذ يعاني أكثر من عشرة مليون شخص في تشاد والنيجر، ومالي وبوركينا فاسو وموريتانيا والسنغال من الجوع وسوء التغذية بسبب الجفاف، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتهجير الناجم عن الصراع، كما أكد المجتمعون أن وقت العمل الإنساني في منطقة الساحل قد حان الآن.
ودعت وكالات الأمم المتحدة الإنسانية إلى تقديم نحو سبعمائة وعشرين مليون دولار للاستجابة للأزمة في منطقة الساحل ورفع مستوى المساعدات الغذائية الطارئة، بما في ذلك النقدية والغذائية. وتقديم مزيد من الدعم لبناء المجتمع من خلال دعم التنمية المستدامة لأصحاب المشاريع الزراعية.
بدورها قالت فاليري اموس مديرة منظمة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وخلال كلمتها في المؤتمر:
"لإلقاء الضوء على ما تم فعله حتى الآن، نحن بحاجة إلى مشاركة فعالة ومتكاملة، لدينا إستراتجية مشتركة تم تفعيلها بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لدمج التنمية والجانب الإنساني فيما يتعلق بالأزمة. كما علينا أن ننظر إلى الوضع الأمني في الساحل. إن الخطوة المقبلة هي التأكيد على أن فرق المنظمات الإنسانية يجب أن تعمل مع الحكومة والمجتمعات المحلية كشركاء من أجل الخروج من الأزمة الراهنة".
بدورها ذكرت منظمة الفاو السنة الماضية أن عدة أجزاء من منطقة الساحل تأثرت بأمطار غير منتظمة خلال الموسم الزراعي عام 2011 ونبهت إلى أن التوقف المبكر لموسم الأمطار سيؤدي إلى زيادة كبيرة في انعدام الأمن.
من جهتها أعلنت المفوضية الأوروبية تقديم ثلاثين مليون يورو كمساعدات إنسانية إلى ثمانية ملايين شخص في منطقة الساحل. هذه الأموال الجديدة سوف تدعم برنامج الأغذية العالمي لمليون طفل تحت سن عامين ونصف مليون من الأمهات الحوامل والمرضعات الذين يعانون من سوء التغذية في الأشهر المقبلة.
المفوضة الأوروبية للمساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات كريستالينا جورجيفا التي شاركت في المؤتمر قالت:
"في منطقة الساحل هناك إنذار مبكر وبصوت عال وواضح لأزمة إنسانية، ونحن نفعل كل ما بوسعنا الآن للحد من تأثير موسم الحصاد الفاشل ومنعه من التحول إلى أزمة غذائية أخرى كبرى. إن المفوضية الأوروبية هي واحدة من اكبر الجهات المانحة في العالم وبرنامج الأغذية العالمي اكبر مانح للمساعدات الغذائية ولهذا فان شراكتنا مع بعضنا البعض لأمر طبيعي. إن تحالفنا أدى إلى حماية العديد من المنكوبين جراء الأزمة الغذائية من مختلف الفئات".
وقد ضرب الجفاف هذا العام منطقة الساحل الأفريقي في وقت لا يزال فيه العديد من الأسر في خضم عملية إعادة بناء حياتها وإعادة تربية الماشية بعد آخر أزمة غذاء وقعت في عام 2010.
ومع اقتراب موسم الجفاف حيث تنخفض الإمدادات الغذائية قبل موسم الحصاد القادم، يقوم برنامج الأغذية العالمي بالتخزين المسبق للمواد الغذائية في المناطق التي يتوقع أن تتأثر بشدة جراء الجفاف.
وتمتد منطقة الساحل من غرب إلى وسط إفريقيا تحت الحزام الصحراوي مباشرة وتضم عددا من البلدان التي تتأثر بانعدام الأمن الغذائي بصورة منتظمة.