天天听新闻：الجعفري يتهم بعض دول الخ

الجعفري يتهم بعض دول الخليج العربية بجرجرة الجامعة العربية إلى مجلس الأمن للاستقواء به على بلاده

قال السفير بشار الجعفري المندوب الدائم لسوريا لدى مجلس الأمن إن بلاده كانت تتمنى أن تبقى معالجة الوضع في سوريا إطار البيت السوري أولا، ثم البيت العربي المساعد ثانيا.

وأضاف الجعفري أمام مجلس الأمن بعد فشل تمرير القرار العربي الأوروبي حول سوريا قائلا إن استعجال البعض لاستجرار التدخل الدولي الذي تعرف بلاده أهداف معالجته للقضايا العربية، وأهمها قضية فلسطين والاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية يدعو للتعبير عن الحزن لما وصفه بالواقع المؤسف الذي وصلت اليه الأمور. واستطرد في القول:

"لقد تابع وفد بلادي بكل تقدير الجهود التي بذلها المدافعون في هذا المجلس عن حقوق الشعوب وعن ميثاق الأمم المتحدة وأهدافه ومقاصده، وخاصة عدم السماح بالتدخل في الشئون الداخلية للدول وشن الحروب عليها للاستئثار بموقعها الجغرافي وثرواتها الطبيعية المغرية، وحل المشاكل الاقتصادية للدول الغربية على حساب شعوب الدول النامية. فلهذه الدول التي تحمي الأمن والسلم الدوليين تقديرنا وامتنانا، ولسوف يسجل التاريخ لها هذه المواقف المشرفة".

وأكد الجعفري أن سوريا، وهي عضو مؤسس للأمم المتحدة، والتي سعى البعض إلى معاقبتها لالتزامها بالشرعية الدولية وخاصة لدفاعها عن حقوق الشعوب هي ضحية لأزمة افتعلتها أطراف لا تريد الخير لسوريا وشعبها، وذلك من خلال دعم هذه الأطراف بالمال والسلاح والتغطية الإعلامية لمجموعات مسلحة إرهابية، تقوم بقتل واختطاف المواطنين السوريين وترويعهم، وتدمير وتخريب البنى التحتية، بما في ذلك معدات توليد الطاقة، وأنابيب نقل النفط والغاز، وقصور العدل، والسكك الحديدية. وأضاف السفير السوري:

"إن أكبر دليل على الطبيعة الإجرامية لهذه المجموعات المسلحة في بلادي هو ما قامت به صباح هذا اليوم من أعمال قتل وتدمير طالت المدنيين الأبرياء والمنازل، والسفارات السورية في عدة عواصم، ولم يصدر شيء عن الأمين العام ولا عن هذا المجلس لإدانة أعمال الاعتداء على السفارات السورية في الخارج. كل ذلك يحدث لكي تصل رسالة تضليلية مؤثرة إلى مجلسكم الكريم هذا، بغية التأثير على مواقف صانعي القرار فيه".

واستشهد الجعفري بما جاء في تقرير بعثة مراقبي جامعة الدول العربية كدليل على صدق نوايا بلاده في التعامل مع الجامعة، مضيفا أن التقرير أكد تنفيذ سوريا لالتزاماتها وفقا للبروتوكول، وأكد أنه لو توقفت الدول التي تمارس أقصى درجات السخاء بتقديمها مليارات الدولارات للجماعات المسلحة وتزويدها بأحدث الأسلحة ووسائل الاتصال واستضافتها في عواصمها لتسهيل أعمالها الإجرامية ضد الشعب السوري وممتلكاته، لكانت سوريا قد أوفت بتنفيذ خطة العمل العربية والبروتوكول بشكل كامل.

واتهم الجعفري بعض دول الخليج العربية بجرجرة الجامعة العربية خلفها إلى مجلس الأمن بهدف الاستقواء به على سوريا، وتدويل شأن عربي خلافا لأحكام ميثاق جامعة الدول العربية، على الرغم من تنافس كل الساسة العرب منذ بداية الأزمة فيما بينهم على التأكيد على أنهم لا يسعون إلى تداول الأزمة في سوريا. وقال:

"لقد أكد تقرير البعثة الذي أتحدث عنه على تنفيذ سوريا لالتزاماتها رغم أعمال العنف وأقرأ على مسامعكم مضمون الفقرة 73 من التقرير فقط، وأقتبس، لقد لاحظت البعثة أن هنالك تجاوبا من الجانب الحكومي لإنجاح مهمتها، وتذليل العقبات التي قد تواجهها. وقامت بتسهيل اللقاءات والمقابلات مع أية جهة كانت ولم تفرض أي قيود على تحركات البعثة وعلى لقاءاتها مع المواطنين السوريين سواء من المعارضين او المؤيدين" انتهى الاقتباس".

وقال السفير السورية في كلمته المطولة أمام مجلس الأمن إنه من المستغرب أن دعوات الإصلاح واحترام حقوق الإنسان والسماح بالتظاهر السلمي تذهب إلى سوريا دون غيرها من دول المنطقة، وخاصة تلك التي تبنت مشروع القرار المقدم ضد بلاده. وأضاف أن بعض الدول العربية المتبنية لمشروع القرار هي نفسها الدول التي منعت الجامعة العربية من اعتماد المبادرة المتكاملة التي تقدمت بها سوريا إلى الجامعة بشأن تعزيز مسيرة الديمقراطية والإصلاح وحقوق الإنسان في كل الدول العربية.

وأكد الجعفري أن بلاده ستنعم بالاستقرار والأمان، وستبقى وطن التسامح والانفتاح ووطن كل السوريين مهما كانت انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية، بدون تدخل خارجي. وأضاف موجها حديثه إلى السفيرة الأمريكية سوزان رايس التي قالت إنها تشعر بالاشمئزاز لاستخدام دولتين عضوين في مجلس الأمن لحق النقض، فأشار إلى أنه يحترم رأيها، ولكنه توجه إليها بسؤال:

"هل هذا الاشمئزاز يسري أيضا على ستين فيتو سبق وأن استخدمت في هذه القاعة لمنع إقامة السلام العادل والشامل في المنطقة وحل الصراع العربي الإسرائيلي حلا عادلا، وتسوية القضية الفلسطينية. إن البيانات التي أدلى بها بعض السادة الزملاء تفضح نوايا بلادهم العدائية الحقيقية تجاه سوريا شعبا وحكومة".