天天听新闻：الأونروا تطلق برنامجا لت

الأونروا تطلق برنامجا لتدريب النساء في إطار استراتيجية لتحقيق المساواة بين الجنسين بين اللاجئين الفلسطينيين 

 

في إطار جهودها المتواصلة لتنمية ونهضة المجتمع الفلسطيني، أطلقت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أونروا، برنامجا جديدا لتدريب الأمهات والنساء ربات الأسر كجزء من استراتيجية أوسع لتحقيق المساواة بين الجنسين من اللاجئين الفلسطينيين.

التفاصيل مع علا ياسين، مراسلتنا في قطاع غزة:

تنبع أهمية المشروع، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وبعد مرور ثلاثة أعوام، على عملية الرصاص المصبوب، التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي أواخر عام 2008، حيث أصبحت الكثير من النساء كالمرأة الحاضنة، والأرملة، والمطلقة وغير المتزوجة أو تلك المتزوجة من أزواج يعانون المرض والإعاقة، أصبحن جميعهن يتحملن مسئولية الأسر من الناحية المعنوية والمادية.

هذا ما أخبرنا به المستشار الإعلامي للاونروا، عدنان أبو حسنة، مؤكدا أن تلك المجموعة من النساء أصبحت هي الداعم المالي لأفراد الأسرة في وقت تسجل فيه نسبة البطالة معدلات مرتفعة. وأضاف:

“يهدف هذا المشروع إلى تدريب حوالي ثلاثمائة امرأة من خلال خمس منظمات مجتمعية هنا في قطاع غزة لتمكينهن من إدارة شئون الأسرة، وتمكينهن من الناحية المالية بحيث يتم حدوث تغيير دراماتيكي في نمط حياتهن وتمكينهن أيضا من القدرة على إدارة شئون الأسر من الناحية المالية أو من ناحية البحث عن أمور أخرى كمصادر رزق. هذا المشروع مهم جدا خاصة في مجتمع ذكوري كمجتمع غزة تكون الهيمنة فيه للرجال أكثر من أي شيء آخر”.

وشدد أبو حسنة على أن من واجب الاونروا أن تقوم بتدريب هذه الفئة من السيدات بأساليب حديثة حتى تتمكن النساء من إدارة أسرهن والقيام بواجبهن الحقيقي تجاه هذه الأسر، خاصة أن المرأة الفلسطينية تتعرض لظروف قاسية اضطرتها لأن تكون هي رب المنزل حسب قوله.

منسقة المشروع، آسيا كبير، قالت إن فكرة البرنامج جاءت ضمن مبادرة النوع الاجتماعي لتسليط الضوء على فئة النساء المهمشات في المجتمع الفلسطيني، بهدف تمكينهن اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا.

“السيدة هذه ستتعلم من خلال التدريب كيف تعمل أولويات وكيف تدخر بعض الأموال أو تفكر في سبل موارد مالية تكون بالجوار ولكن تكون غافلة عنها، كل هذا من شأنه أن يحسن من أداءها المالي داخل بيتها وأيضا ممكن أن يحسن من دخلها العام وبالتالي توفير احتياجاتها الخاصة والعائلية وبالتالي يحقق الاستقلالية التي نهدف لها حتى تكون قادرة على اتخاذ قرارات مسئولة بنفسها”.

السيدات المنتفعات من المشروع، أكدن لإذاعة الأمم المتحدة أن هذا التدريب سيغير من مجرى حياتهن وسيطور من مهاراتهن. شيرين، لاجئة فلسطينية مطلقة، من مخيم المغازي وسط قطاع غزة، تحدثت لإذاعة الأمم المتحدة عن يومها الأول في الدورة التدريبية، وقالت:

“أنا من مخيم المغازي، مطلقة، عندي ثلاثة أطفال، حابة أطور نفسي، حابة أفيد نفسي في التعليم وفي مشاريع أستفيد منها، استفدت في حل مشاكل، كالعنف، حلينا المشاكل مع بعض، وضحت لي أمور كنت غافلة عنها تعلمنا (نحو أمومة أفضل، كيف نعامل أطفالنا ونعلمهم ونوجههم للشيء الصح، وكيف نهتم بهم وكيف نربيهم ونتعامل معهم”.

أما اللاجئة الفلسطينية، رندة، هي أرملة، من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، قالت إنها تتطلع من خلال هذه الدورة التدريبية إلى اكتساب مهارات جديدة تساعدها في العمل وتأمين قدرتها على إدارة بيتها ومستقل أبنائها في ظل المسئولية الكبيرة التي تتحملها في هذه الظروف القاسية.

ويتم هذا المشروع بالشراكة مابين مبادرة النوع الاجتماعي في الاونروا وطاقم شئون المرأة وشركة الأثر العالمية ويهدف إلى تمكين نحو ثلاثمائة سيدة فلسطينية مسئولة عن أسرتها على ثلاث مراحل خلال ستة أشهر، بواقع مائة سيدة في كل مرحلة.

المسئولة عن متابعة المشروع في طاقم شئون المرأة فاتن بيومي، تقول إن المشروع بدأ فعليا تنفيذه في عدة مناطق في قطاع غزة حيث استفادت السيدات من أربع جلسات تدريبية، اكتسبن خلالها مهارات جديدة حول محو الأمية المالية، وكيفية إدارة النفقات واستثمار الموارد المتاحة لديهن وأوجه الصرف الصحيحة لتلك الموارد. وقالت بيومي إن المشروع شهد إقبالا كبيرا من السيدات بشكل لم يكن متوقع. وأضافت:

“كنا قلقين قليلا من نجاح التجربة مع المؤسسات، ولكن بعد انتهاء الأربع جلسات فوجئنا أن ضعف العدد المطلوب والذي كان مرشحا من النساء، جاءوا للمؤسسة بعد أن سمعوا من صديقاتهم وجاراتهم اللاتي يترددن على هذه المؤسسة وشعروا كم كان المشروع مفيد لتلك النساء وكم استفدن منه وعبرن عن أسفهم”.

ويبدو أن الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة أدى إلى تحمل المرأة الفلسطينية أعباء إضافية تلزمها بالحصول على مؤهلات وقدرات إدارية ونفسية حتى تتمكن من مواجهة الأوضاع القاسية المحيطة بها.

علا ياسين – إذاعة الأمم المتحدة – قطاع غزة