天天听新闻：جنوب السودان: الأمم المت

جنوب السودان: الأمم المتحدة تحث الجماعات العرقية على حل خلافاتها سلميا 

 

تخشى الأمم المتحدة من وقوع  مأساة كبيرة في جنوب السودان مع استعداد آلاف الشبان لمهاجمة قبيلة محلية في ولاية جونقلي وافادت بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان، اونميس، أن دوريات جوية لبعثتها خلال نهاية الأسبوع رصدت آلاف الشبان المسلحين من قبيلة النوير يستعدون لمهاجمة أفراد من قبيلة مورلي قرب ليكوانغول في جونقلي. فيما توعدت مجموعة تسمي نفسها الجيش الأبيض لشباب النوير في بيان لها بـالقضاء على قبيلة مورلي برمتها لأنه الحل الوحيد لضمان سلامة مواشي قبيلة النوير على المدى البعيد. وتتهم المجموعة قبيلة مورلي بقتل أفراد من قبيلتها منذ العام 2005.
 
التفاصيل في سياق التقرير التالي :
 
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه البالغ إزاء توتر الوضع في جنوب السودان, داعيا جميع الأطراف المتنافسة إلى وقف العنف والعمل مع الحكومة الحالية تجاه حل طويل الأمد لمواجهة الأسباب الجذرية للأعمال العدائية.
 
ووفقا لبيان صادر عن مكتب الأمين العام يشعر السيد بان بقلق عميق إزاء التوتر في جنوب السودان بين جماعتي النوير والمورلى في ولاية جونقلى، ويشيد بجهود الحكومة الحالية الرامية لتهدئة الوضع والسعي لحماية المدنيين المعرضين للخطر.
 
وفي تعليقها على الاشتباكات الدائرة بين قبيلتي المورلي والنوير أكدت مديرة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان بالإنابة، ومنسقة الشئون الإنسانية المقيمة  ليز غراندي، في حديث مع إذاعة مرايا التابعة لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، أن من حق كل شخص أن يعود إلى داره، وأن العنف يجب أن يتوقف. وعبرت غراندي عن المخاوف التي يثيرها التوتر الحالي في المنطقة:
 
“نشعر جميعا بالقلق الشديد من احتمال اندلاع العنف على نطاق واسع. فمع اتضاح حقيقة الموقف، يمكن أن نرى آلاف الشباب المسلحين، الذين يتجمعون الآن في كونغولي. لقد تلقينا تقارير تفيد بأنه تم إحراق سيارتين، وأن الاعتداءات قد بدأت، ونحن قلقون جدا لاحتمال امتدادها، ومن الواضح أن الأولوية حاليا يجب أن تكون لوقف العنف، وأن يعود الشباب إلى ديارهم”.

وأعربت مسئولة البعثة عن الرضا لتوجه بعثة كبيرة من زعماء قبيلتي اللونوير والمورلي، بقيادة نائب الرئيس، إلى مناطق التوتر لنشر رسالة تدعو إلى ضرورة وقف العنف. وأثنت غراندي على تعامل الحكومة مع الأزمة، مشيرة إلى أنها أبدت قيادة قوية. وأضافت:
 
“بالطبع، بالنسبة للحكومة، فإن المسئولية الرئيسية هي التدخل والتأكد من أن المجتمعات آمنة وتتمتع بالحماية. ودورنا كبعثة للأمم المتحدة في جنوب السودان هو دعم جهود الحكومة”.
 
اذن في محاولة لتهدئة الاوضاع بين القبيلتين المتنافستين زار نائب رئيس جمهورية جنوب السودان ريك مشار تيني ولاية جونقلي في اعقاب الهجوم المسلح والذي ادى الى مقتل العشرات واحراق العديد من المنازل في ليكوانغول الساحلية. ودعا مشار الى اعطاء الحكومة الفرصة للتحاور مع رؤساء قبيلة مورلي للخروج من الازمة الراهنة، وأمام حشد من قبيلة النوير قال مشار :
 
“اذا ارتكب احدهم خطأ ما فانه لا يمكننا ان نعيد ارتكاب نفس الخطأ بتدمير المجتمع بغية الانتقام، ان زعيمكم يقف الى جانبي هنا، اطلب منكم ان تغادروا ليكوانغول والانتظار في بييم “
 
وقد عززت قوات حفظ السلام تواجدها في المناطق الرئيسية في ولاية جونقلى، وقامت بتسيِّر دوريات متواصلة لردع أي عنف محتمل، بهدف مساعدة الحكومة على حماية المدنيين والاضطلاع بمسئوليتها
 
عليم صديق، المتحدث الرسمي لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان يقول:
 
“ان قوات بعثة حفظ السلام تعزز وجودها هنا على أرض الواقع،ونقوم بزيادة عدد الطلعات الجوية في جميع أنحاء ولاية جونقلي حتى نتمكن من ردع  اندلاع أعمال عنف محتملة”.

كما اضاف صديق أن الأمم المتحدة تسعى لتعزيز السلام والاستقرار في جنوب السودان. الأمر لا يمكن أن يتم إلا من خلال تعاون جميع الاطراف مضيفا:
 
“نستطيع فقط القيام بذلك  إذا عملت بعثة الأمم المتحدة وحكومة جنوب السودان والمجتمعات من كل ولاية جونقلي معا بطريقة منسقة لتعزيز السلام في المنطقة التي هي بأمس الحاجة لهذا في هذه اللحظة”.
 
بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أونميس حثت جنوب السودان على اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين في ولاية جونقلي كما حثت على إنهاء العنف فيما قامت بنشر الموارد اللازمة لمنع وتخفيف النزاعات التي وقعت بين جماعات النوير والمورلي والدينكا.