天天听新闻：الرياضة في خدمة التنمية

الرياضة في خدمة التنمية .. تجربة جنوب أفريقيا 

 

يستهدف برنامج الرياضة من أجل التنمية، والذي تدعمه منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسيف، تعليم الشباب مهارات مثل الثقة بالنفس، وبناء الفريق، كما يوفر أيضا أرضية للتعرف على المهارات الرياضية وتطويرها. المزيد في التقرير التالي الذي يتناول تجربة البرنامج في جنوب أفريقيا:

قالوا منذ القدم إن العقل السليم في الجسم السليم، وهذا هو تحديدا ما يسعى هؤلاء المتدربون لتحقيقه في مدرسة سيناون الثانوية في إقليم سويتو بجنوب أفريقيا، الذين شاركوا في مهرجان رياضة المجتمع، بمناسبة افتتاح منشآتهم الرياضية الجديدة.

وتعد الملاعب والمساحات الجديدة التي تم إعدادها جزءا من برنامج الرياضة من أجل التنمية، والذي يجري تطبيقه في البلاد لأكثر من ثلاث سنوات.

وعبر هذا البرنامج فإن المراهقين المشاركين فيه من المولعين بالرياضة لن يمارسوا فقط لعب كرة القدم، أو كرة السلة وغيرها في ملاعب ذات جودة عالية، وإنما سيواصلون أيضا تعلم واكتساب مهارات الحياة مثل الثقة بالنفس، والاحترام، وبناء الفريق، والاتصال.

كما يهدف البرنامج إلى توفير منبر للتعرف على المواهب الرياضية وتطويرها.

وتقول عايدة جيرما ممثلة اليونيسيف في جنوب أفريقيا عن البرنامج، إن المنظمة تعتقد أن اللعب في كل أشكاله هو من حق كل طفل وتحدثت عن أهمية الرياضة واللعب في حياة الأطفال:

“إن الأنشطة التي تجسد أفضل القيم الخاصة باللعب الآمن، والألعاب والرياضات الشاملة هي أدوات لتحسين حياة الأطفال. إنها تساهم في صحة ونمو الطفل، وتساعد الأطفال على بناء الثقة بالنفس، واكتساب المهارات الحياتية، وتعبئة المجتمعات المحلية، وتعزيز السلام والتسامح، وتلقين دروس هامة في الحياة عن الاحترام والتعاون، وبناء فريق العمل والقيادة”.

ولعل المفارقة الجديرة بالذكر هنا، أن تلك المدرسة بالذات كان مركز العدالة ومنع الجريمة، قبل سنوات قليلة يعتبرها من أكثر مدارس المقاطعة التي تقع بها من حيث المشاكل، وذلك نظرا للعنف المتزايد بين طلابها.

وكان برنامج الرياضة من أجل التنمية من بين التدخلات التي تم تطبيقها لمعالجة مشاكل المدرسة، وللمساعدة على تحسين مستويات النجاح الأكاديمي للتلاميذ. ويحظى هذا البرنامج بدعم اليونيسيف، وإدارة التعليم الأساسي، وغيرهم من الشركاء مثل دعونا نلعب، وتوتال بجنوب أفريقيا.

بهولي فاكودا، طالب في الثامنة عشرة من عمره، يتحدث عن أثر برنامج الرياضة من أجل التنمية عليه وعلى زملائه:

“عندما أصبحت لدينا هذه المنشآت هنا، أصبح لدينا إحساس بالوحدة لم يكن لدينا لفترة طويلة. لدينا علاقة طيبة مع المدرس لأن هناك المزيد من الجداريات التي يمكن للتلاميذ العمل عليها، وهذا أيضا يساعد على توحيد المدرسة. وليس هذا فقط، بل إن هناك فرصة أيضا لكي ترتفع معدلات نجاحنا”.

لقد أثبت برنامج الرياضة من أجل التنمية نجاحه في جنوب أفريقيا، والتي، وعلى الرغم من كونها أكبر اقتصاد في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إلا أنها تعاني من أحد أعلى معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز في العالم، ومن مستويات جريمة عالية. وتلك هي التحديات التي يتعين على التلاميذ التعامل معها على أساس يومي.

نادي البينو، مسئولة التعليم باليونيسيف في جنوب أفريقيا، تتحدث عن انجازات برنامج الرياضية من أجل التنمية:

“من خلال التقييم الذي أجريناه مؤخرا، أدركنا أن هناك انخفاضا هائلا في مستوى العنف في المدارس المشاركة في البرنامج، وصل في بعضها إلى ثمانين في المائة، وإلى معدلات أعلى في مدارس أخرى. كما لاحظنا أيضا انخفاض معدلات الحمل بين المراهقات في بعض المدارس المشاركة. ونحن نرجع ذلك ليس فقط للرياضة، وإنما أيضا لما يقترن بها، وإلى أنها بدأت تغيير الثقافة في المدارس، وتغيير طريقة اتصال التلاميذ ببعض، واحترام الذات الذي يكتسبونه، ومن ثم احترام الآخر”.

ومع حلم الطلاب بأن يصبح كل منهم نجما رياضيا، فإنهم يتعلمون أيضا مهارات قيمة من المؤكد أنهم سيستفيدون منها في التعامل مع العقبات داخل الملاعب وخارجها.