عشرة صحفيين فلسطينيين يشاركون في برنامج تدريب الإعلاميين الفلسطينيين بالمقر الدائم
للسنة السادسة عشرة على التوالي، استضافت إدارة الأمم المتحدة لشؤون الإعلام البرنامج التدريبي للعاملين في وسائل الإعلام الفلسطينية، والذي عقد في مقر الأمم المتحدة في الفترة من 31 أكتوبر وإلى 2 ديسمبر 2011. الزميلة مي يعقوب التقت ببعض المشاركين في هذا البرنامج وأعدت لنا التقرير التالي.
في أعقاب اعتماد قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو إدارة الإعلام بالمنظمة الدولية إلى تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني في ميدان تطوير وسائط الإعلام، تم عام 1995 وضع برنامج لتدريب الصحفيين الفلسطينيين. ومنذ ذلك الحين يشارك سنويا حوالي عشرة صحفيين من وسائل الاعلام الفلسطينية بما في ذلك وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، في هذا البرنامج.
رفا مسمار، المتخصصة في شؤون الإعلام والديمقراطية وحقوق الإنسان في إذاعة “ريا أف أم”، كانت من بين الصحفيين الفلسطينيين الذين تحدثوا إليّ في حوار أذاعي حول تجربتهم المميزة. فلنستمع إلى رفا وهي تشرح لي كيف اختيرت للمشاركة في هذا البرنامج:
“في الحقيقة وضع إعلان عن المسابقة في الجريدة الرسمية وكان الإعلان مفتوحا للجميع. وطلب فيه تقديم السيرة الذاتية عبر بريد إلكتروني، بالإضافة إلى رغبتنا في المشاركة أو لماذا نريد أن نشترك في برنامج كهذا خاصة وأن كل سنة يكون هذا البرنامج متخصص في مجال معين، وهذه السنة كان متخصصا في الملتيميديا أي الراديو والتلفزيون معا. وهذا الأمر لفت انتباهي، فبالإضافة إلى Social Media (وسائل الإعلام الاجتماعية) تعتبر الملتيميديا أفضل أنواع الإعلام وأسرعها. وأنا أفتقر إلى هذه التجربة صراحة، ليس لدي خبرة في التلفزيون ولكن أعمل في راديو منذ بداية هذا العام.”
بعد إرسال السيرة الذاتية، كانت رفا من بين خمسة وثلاثين صحفيا فلسطينيا أجروا مقابلة شخصية مع خبير أممي، تم على أساسها اختيارها للحضور إلى الأمم المتحدة بنيويورك والمشاركة في البرنامج التدريبي للعاملين في وسائل الإعلام الفلسطينية…
فرحة رفا كانت لا توصف:
“الحمدلله توفقت، وبعثوا لي رسالة يقولون فيها مبروك لقد تم قبولك، فأنا صراحة فرحت كثيرا وكانت شيئا جميلا جدا.”
أما آية العصار، التي تعمل في مؤسسة الإغاثة الإسلامية عبر العالم، فتقوم بكتابة قصص عن حالات اجتماعية معينة تعنى بها مؤسسة الإغاثة الإسلامية. آية أخبرتني بشكل مفصل عن ماهية عملها:
“أعمل في قسم رعاية الطفولة بالمؤسسة، ونتهم من خلالها بالأيتام. وطبعا هذه الشريحة تعج بالقصص الإنسانية، بدية بقصة فقدان الوالد وما يتبع ذلك من معاناة واحتياجات. فنحن نتابع هذه الأمور، ومن خلال زيارتنا للأيتام نجد أمورا كثيرة تلفت الإنتباه، فنكتب عنها تقاريرا وقصص نجاح وكيف استطاع اليتيم مثلا أن يتجاوز معانته وحرمانه ويصنع نفسه ويصبح إنسانا فعالا في المجتمع.”
ومن بين المشاركين في برنامج الأمم المتحدة لتدريب الصحفيين الفلسطينين، كان حازم بعلوشة الذي يعمل حاليا في صحيفة “الغاردين”. حازم كان أحد مؤسسي مؤسسة إعلامية فلسطينية تدعى المعهد الفلسطيني للإتصال والتنمية التي ساعدت الشباب الفلسطيني في حراكه نحو الربيع العربي:
“عملنا على مشروع لتعزيز الإعلام الاجتماعي وسط الشباب لإنشاء مدونات وتشجيعها في أوساط الشباب. شاركنا أيضا في الربيع العربي إلى حد ما، حيث بدأ في الخامس عشر من آذار نوع من الحراك باتجاه تعزيز المصالحة الفلسطينية بعد الانقسام الذي حصل، وكنت أحد الداعيمين بشكل غير مباشر مع الشباب المشارك في قضايا الحراك، فقد ساعدناهم إعلاميا في كيفية التواصل مع وسائل الإعلام والتوصال مع المجتمع المحلي وكفية عقد المؤتمرات الصحفية وما إلى ذلك.”
وعما إذا كان قد استفاد من هذه التجربة التي أتاحت له التواصل مع مسؤولين وإعلاميين عالميين، على الرغم من كونه يعمل في مجال الإعلام لأكثر من ثلاثة عشر عاما، قال حازم بعلوشة:
“بالتأكيد أنا استفادت. فهذه كانت زيارتي الأولى للولايات المتحدة بالإضافة إلى لقائي مع مسؤوليين ودبلوماسيين وشخصيات عادة كنتَ تسمع عنها وتشاهدها على التلفاز أو تسمع عنها في الإذاعة، تستمع إليهم بشكل حوار ودي بعيدا عن الرسمية وتناقشهم في قضايا مختلفة، فالتأكيد هذا الأمر عزز تجربة أعتقد أنها كانت معهة في حياتي المهنية، فالتواصل مع مسؤولين في الأمم المتحدة كان أكبر استفادة في هذا المجال.”
ويهدف هذا البرنامج بشكل أساسي إلى شرح عمل الأمم المتحدة، ولا سيما أنشطتها وبرامجها المختلفة التي تؤثر على حياة الناس في منطقة الشرق الأوسط، إلى الإعلاميين الفلسطينيين. وفي هذا الإطار حضر المشاركون في البرنامج، على مدى ثلاثين يوما، جلسات إحاطة لمسؤولين أممين، وتفاعلوا مع ممثلي برامج الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة. وتخلل البرنامج التدريبي زيارة لمدة أسبوع إلى العاصمة واشنطن حيث اجتمع الإعلاميون الشباب مع كبار المسؤولين في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.