في اليوم الدولي للمتطوعين غزة تكرم رائدات العمل التطوعي اعترافا بأهمية دورهن
ضمن سلسلة احتفالات متواصلة باليوم العالمي للتطوع، والذي يصادف الخامس من ديسمبر، كرم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في قطاع غزة بالتعاون مع طاقم شئون المرأة عشرات النساء المتوطعات ورائدات العمل التطوعي النسوي تقديرا لدورهن الكبير في خدمة المجتمع، واعترافا بأهمية العمل التطوعي وتشجيعا على مواصلته، لما له من أهمية في بناء المجتمعات. التفاصيل مع علا ياسين مراسلتنا في قطاع غزة.
وجرى خلال الحفل الذي عقد في فندق الأندلس في مدينة غزة تكريم خمس وعشرين سيدة فلسطينية متطوعة إضافة إلى ثمان من رائدات العمل التطوعي في أجواء احتفالية تزامنت مع صدور أول تقرير أممي حول حالة التطوع في العالم وضرورة أن يأخذ صناع السياسات هذا العنصر بعين الاعتبار عند تصميم أي هيكلية إنمائية جديدة.
مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ساشا جرومان أكد في كلمة له خلال الحفل على دور المرأة الحيوي في التنمية المجتمعية مشيرا إلى أن هناك مجموعة خاصة تحتاج إلى الانتباه وهن النساء اللاتي يتم تكريمهن اليوم. وأضاف
“تلك هي الذكرى العاشرة لليوم الدولي للمتوطعين، ونحتفل بكن اليوم تقديرا لجهدكن وإلتزامكن وإلهامكن للآخرين، ونأمل أن تواصلوا تشجيع هذه الممارسة النبيلة لإلتزامكن”.
من جانبها أكدت نادية أبو نحلة مديرة برنامج طاقم شئون المرأة في غزة أكدت أن العمل التطوعي هو عمل أخلاقي بامتياز وأن كل الأعمال التطوعية ستساهم في تعزيز دور المرأة الفلسطينية وهي عنوان مهم لبداية حقيقة في حياة الفلسطينيين. وأضافت
“التطوع في جوهره ومنطلقه وطني بامتياز. فعل هادف للخير والبناء والتحرر والانعتاق من كل التبعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية فالتطوع ملح الأرض ومصدر الطاقة التي تصنع التقدم والتطور المشهودين”.
من جهته قال منسق البرنامج سعيد أبو غزة إن الفكرة برزت لتكريم النساء المتطوعات بالمناطق المهمشة لإعادة الاعتبار للعمل التطوعي في قطاع غزة ولتكريم الجندي المجهول في المجتمع الفلسطيني في إشارة منه إلى النساء المتطوعات اللواتي يتفانين في خدمة مجتمعاتهن بلا حدود. وأضاف
“بدأنا ننسق مع طاقم شئون المرأة للوصول إلى اكبر قدر من المؤسسات ومن ثم قدمت المؤسسات لنا ترشيحات عديدة، وخلال لجنة تحكيم تم فرز النساء المكرمات وفق معايير محددة للعمل التطوعي. المعايير هي سنوات العمل التطوعي ومجالات العمل التطوعي وتاثير العمل التطوعي للنساء المتطوعات على مجتمعاتهن”.
نسرين الشوا، والتي حازت على لقب الفتاة المثالية في التطوع بعد عملها المتواصل لعشر سنوات كمتطوعة في خدمة مجتمعها أكدت أنها اكتسبت خبرة ومهارات كثيرة من خلال العمل التطوعي إضافة إلى تعزيز الدور القيادي لديها الذي ساهم في خدمة مجتمعها وتطوير قدراتها على المستوى الذاتي.
“إذا كان الوطن حضاري ووطن مثقف، تكون نسبة المتطوعين كبيرة، ونحن هنا في فلسطين نتحدث عن نسبة كبيرة من المتطوعين لأن لدينا قضية تحتاج منا جهود كبيرة وعمل لذلك أحب أن تكون هذه نقطة البداية، نقطة تشجعنا، من اجل صنع الفرح والسلام من أجل فلسطين”.
اما المتطوعة ازهار ابو شعبان فاعربت عن اعتقادها بأن المجتمع الفلسطيني هو مجتمع حي يقدر العطاء لما له من تأثيرات كبيرة في تمتين بنية المجتمع ونهضته.
“نحن اعطينا مجتمعنا، ايضا مجتمعنا اعطانا الكثير، اعطانا تقديرا من الناس، احساسا بمشاكل الناس الحقيقية، التطوع ايضا يهذب الكثير من الاشياء، لأنك تكونين مقدمة على العمل متطوعة دون مقابل، وبالتالي يكون هذا خيارك، فأي صعوبات تقابلك تتجاوزينها، فالعصبي لا يبقى عصبيا، لأنه يشعر أنه هو من اختار العمل ولم يفرض عليه وبالتالي عليه أن يتحمل تبعاته، فعلى قدر ما تعطين في التطوع ايضا التطوع يعطينا خبرات نفسية وذاتية كبيرة”.
ومن الواضح ان احتفالية اليوم غير المسبوقة في تاريخ نساء قطاع غزة تدشن عهدا جديدا في تكريم المرأة الفلسطينية والمتطوعات بالذات اعترافا من المجتمع الفلسطيني بالدور الكبير والهام الذي تؤديه هذه الفئة المجتمعية بعيدا عن الأضواء ودون مقابل.
علا ياسين / اذاعة الامم المتحدة / قطاع غزة