天天听新闻：وكالات الأمم المتحدة تدع

وكالات الأمم المتحدة تدعو جميع الفصائل في اليمن إلى التوقف عن الهجمات الدامية التي تستهدف المدنيين

دعا عدد من وكالات الأمم المتحدة جميع الفصائل في اليمن إلى التوقف عن الهجمات الدامية التي تستهدف المدنيين، وحثت الحكومة على السماح بدخول المساعدات ومراقبي حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة على الفور.

تفاصيل أوفى في سياق التقرير التالي:

لم ينجح توقيع اتفاق نقل السلطة في اليمن في وقف أعمال العنف، في وقت تتعاظم فيه الضغوط الدولية على الأطراف اليمنية لتنفيذ اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة بحذافيره، والذي سيؤدي إلى تشكيل حكومة وفاق وطني.

الأعمال العسكرية مستمرة في مدينة تعز الواقعة على بعد مائتي كيلومترا جنوبي العاصمة صنعاء، هناك أصوات البنادق والرصاص لم تهدأ، الأطفال والنساء هم الأكثر عرضة للخطر حسب ما أكدت عدد من وكالات الأمم المتحدة والتي عبرت عن قلقها من تدهور الوضع في البلاد على الرغم من توقيع اتفاق نقل السلطة قبل نحو أسبوعين.

مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف، ومنسق الشؤون الإنسانية لليمن، دانوا جميعهم بشدة استمرار الهجمات على المدنيين في تعز حيث تشير تقاريرهم إلى مقتل أكثر من عشرين شخصا بعيارات نارية

لم تستثن حتى الأطفال والذين سقط منهم ثلاثة على الأقل في غضون الأيام القليلة الماضية، حيث تواصل قوات الأمن التابعة للحكومة ممارستها لأعمال العنف على الرغم من الالتزامات التي تعهدت بها بالتحقيق في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.

رافينا شامدساني المتحدثة باسم مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي في إفادة لها من جنيف قالت:

“ندعو السلطات اليمنية إلى التعاون مع مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، حسبما تعهدت به في مناسبات عدة، وندعو إلى تسهيل وصول الموظفين الأمميين لتقييم حالة حقوق الإنسان على أرض الواقع، لقد طلبنا أن يقدم تقرير عن حالة حقوق الإنسان في اليمن إلى مجلس حقوق الإنسان في دورته المقبلة في شهر مارس المقبل”

وكان شهود عيان ونشطاء أكدوا أن القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، قتلت بالرصاص امرأة في مسيرة احتجاجية في تعز يوم الاثنين الماضي، فيما لا يزال أفراد من قبائل مناهضة لصالح يحملون البنادق وأعضاء من الحرس الجمهوري يتواجدون في شوارع المدينة.

بدورها ذكرت منظمة اليونيسيف أن الأرقام التي وردت إليها تشير إلى مقتل ثلاثة أطفال وإصابة سبعة في أحدث جولة من العنف في تعز، وقالت ماريكسي مركادو المتحدثة باسم اليونيسيف في مؤتمر صحفي في جنيف:

“إن مكاتبنا في اليمن تتابع بقلق شديد المواجهات المسلحة المستمرة حتى اليوم في تعز، الفئات الأكثر عرضة للخطر هم النساء والأطفال، فعلى الرغم من اتفاق نقل السلطة الذي وقع في 23 نوفمبر 2011 قتل ما لا يقل عن ثلاثة أطفال وأصيب سبعة آخرون خلال الأيام الأربعة الماضية وحدها، بهذا يرتفع عدد الأطفال القتلى إلى 138 أغلبهم بذخيرة حية ويشمل هذا الرصاص والقصف والهجمات الصاروخية فيما أصيب 568 طفلا بجروح،أصغر الضحايا رضيع عمره ثلاثة أشهر، قتل في تعز في الأول من كانون الأول ديسمبر” .

فريق الشؤون الإنسانية المعني باليمن والذي يقوم بالتنسيق بين الأمم المتحدة وهيئات إغاثية أخرى، ذكر في بيان له أن القصف العنيف ومعارك الشوارع، ألحقت أضرارا بأحياء مدنية، وأجبرت الكثير من السكان على الفرار من منازلهم في تعز، فيما أكد الفريق المعني بالشؤون الإنسانية، أن الحصول على الخدمات الاجتماعية الأساسية أضحى محدودا بشكل كبير، فيما هاجمت القوات المسلحة العديد من المدارس والمستشفيات أو احتلتها.

المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إليزابيث بيرز في إضافة لها من جنيف قالت :

“فرق الإغاثة الدولية في اليمن مصدومة بسبب أعمال العنف الجارية، وتوجه نداء عاجلا لحماية المدنيين في تعز بعد مقتل 22 شخصا وجرح 83 في قتال عنيف منذ الأول من ديسمبر 2011،قتال أجبر العديد من السكان على الفرار من منازلهم على الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار العنف لا يزال مستمرا والوصول إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية محدودة بشكل كبير. إن احتلال المدارس والمستشفيات أو تعرضها لهجوم من قبل القوات المسلحة حرم أكثر من مائة ألف شخص من الحصول على التعليم والرعاية الصحية”

فيما نقلت بيرز عن تويبرج فرانتسن منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة المعني باليمن قوله:

“ندعو كل الأطراف المسلحة المنخرطة في الصراع في تعز إلى ضمان سلامة وحماية المدنيين بما يتوافق مع مبادئ حقوق الإنسان المعترف بها دوليا ومع القانون الإنساني الدولي.”

إن استمرار تدهور الوضع الأمني في اليمن يعزز المخاوف من تأخر أو إفشال اتفاق المبادرة الخليجية، بعض المحللين اعتبروا أن ما يجري في تعز والتي انطلقت منها الثورة اليمنية هو انتقام علي عبد الله صالح من أبنائها، في حين تؤكد المعارضة في البلاد أن الأخير لن يتمكن من إخراج القطار عن مساره.