بتمويل سعودي الأونروا تنفذ أكبر مشروع سكني في تاريخها بقطاع غزة
تكثف وكالة الأونروا جهودها في قطاع غزة للانتهاء خلال أشهر من تنفيذ مشروع ضخم يشمل بناء مئات الوحدات السكنية وعدد من المرافق الأساسية.
التفاصيل في تقرير مراسلتنا في غزة علا ياسين.
تنفذ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيي “أونروا” مشروعا إسكانيا ضخما في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بتمويل سعودي، ويعد المشروع هو الأكبر في تاريخها ويستهدف إسكان العائلات الفلسطينية التي دمرت بيوتها في بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية عامي ألفين واثنين وألفين وثلاثة.
ويسود شعور بالغبطة والفرح لدى أصحاب البيوت المهدمة رغم انتظارهم لما يقارب العشر سنوات دون أن يتمكنوا من إعادة بناء بيوتهم أو السكن في بيوت جديدة كالتي تبنيها المؤسسة الدولية الآن والتي يتسارع العمل بها بطرية غير مسبوقة.
وفي حديث مع إذاعة الأمم المتحدة، قال المهندس منير منا، رئيس دائرة الهندسة في الأونروا، إن سبعمائة وثلاثا وخمسين عائلة فلسطينية ستستفيد من المرحلة الأولى للمشروع التي نفذ منها ما يقارب الأربعين في المائة حتى اللحظة في حين سيبدأ العمل مباشرة في المرحلة الثانية للمشروع والتي ستستفيد منها سبعمائة وثلاث وخمسون عائلة فلسطينية مباشرة بعد انتهاء المشروع الأول في غضون عدة شهور قادمة.
“يشمل المشروع بناء 752 وحدة سكنية وأربع مدارس وجامع وسوق مركزي ومركز صحي كبير. نحن نعمل حتى منتصف الليل في بعض الأحيان، وغالبا حتى الساعة التاسعة ليلا أو العاشرة ليلا حسب اللزوم“.
وأضاف منا أن المشروع يشمل أيضا مركزا اجتماعيا وروضة اطفال وخزان مياه يغذي منطقة حي تل السلطان غرب مدينة رفح بأكمله، إضافة إلى البنى التحتية الكاملة للمشروع.
واشار إلى أن ما تقوم به الأونروا هو معجزة حقيقية حيث يعمل آلاف العمال الفلسطينيين في ورديات متتابعة ليل نهار لإنجاز هذه المدينة الكبيرة والتي يحتاج العمل بها حسب اعتقاده إلى سنوات ولكن الأونروا تعمل جاهدة لإنهاء العمل بها خلال ستة اشهر.
وعن التكلفة المالية للمشروع قال منا:
“المشروع قيمته في المرحلة الأولى 48 مليون دولار، أخذنا تمويلا للمرحلة الثانية 43 ونصف مليون دولار من أصل 53 مليون دولار يبقى عندنا حوالي 9 مليون ونصف حتى نكمل كل الحالات المحتاجة“
وأشار منا إلى أن عملية توزيع البيوت تراعي الأسر الممتدة في ظل تغير تعداد الأسر وأفرادها خلال العشر سنوات الماضية مما دفع الأونروا إلى أخذ هذا الموضوع في عين الاعتبار.
من جانبه شكر رئيس لجنة البيوت المهدمة عطية رضوان الأونروا على ما تقوم به من جهود كبيرة لإعادة إسكان المهجرين المدمرة بيوتهم، منوها إلى أن الكلمات لا تستطيع وصف حجم معاناة السكان خلال السنوات الماضية فيما غاب الاستقرار ودفء البيت وتشتت العديد من أفراد الأسرة.
وأضاف :
“الأونروا قامت بالتزامتها تجاه هذه الفئة، ونطالب العالم كله حتى في زمن الركود الاقتصادي، أن يدعم كافة برامج الوكالة في قطاع غزة والضفة الغربية بالذات، لأن الشعب الفلسطيني شعب محتاج كل شئ فهو محاصر اقتصاديا واجتماعيا وسياسا. لا يوجد أي منفذ غير الأونروا، وبدون الأونروا ستجدون مليون أو 2 مليون مجرم في العالم“.
المواطن سليمان ابو طه، أحد المتضررين الذين هدمت بيوتهم عام 2003 يقول إنه في غاية الشوق لإنهاء مأساة التشرد والحصول على بيت جديد، مشيرا إلى أن لديه سبعة من الأبناء المتزوجين وكلهم يستأجرون بيوتا في ظل أوضاع اقتصادية صعبة وغير محتملة.
“اثنان من أبنائي كانوا عندي متزوجين وعندما هدم البيت استأجرنا بيوتا، في البداية أقمنا معا في بيت واحد ولكن أصبح البيت ضيقا علينا، وبعد ذلك استأجرت كل عائلة بيتا. والآن تزوج أربعة من أبنائي بعد هدم بيتي، أصغر واحد فيهم عمره 24 عاما، لأن البيت أصبح ضيقا علينا ، بعد أن تزوج الأبناء استأجرنا بيوتا وأصبح عندي سبعة بيوت، والله أكلمك وأنا أبكي“.
من جهته قال المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة، إن إسكان المهجرين الذين دمرت بيوتهم سيخفف كثيرا من الأعباء على كاهل المنظمة الدولية
وأضاف:
“هذا الأمر وإعادة إعمار هذه البيوت وبناء البيوت الجديدة من شأنه أن يخفف الأعباء المالية على كاهل الأونروا. هذا المشروع وبشهادة الكثير من الخبراء يفوق قدرة بعض الدول المجاورة على إنجاز مثل هذه المشاريع بهذه السرعة وبهذه الكيفية، آلاف العمال وعشرات الشركات تشارك ليل نهار بعملية بناء ضخمة في جنوب قطاع غزة.“
وشكر أبو حسنة المملكة العربية السعودية على دورها الكبير في مساعدة الأونروا وإنجاز هذا العمل الإسكاني الضخم، مشيرا إلى أن العلاقة مع المملكة السعودية هي علاقة شراكة حقيقة أدت فعلا إلى استفادة نوعية حقيقية ليس فقط لأصحاب البيوت المهدمة ولكن لمئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة.
علا ياسين / إذاعة الأمم المتحدة / قطاع غزة