عدد الفتيات المتعلمات في مالي في ازدياد
المجتمعات المحلية في مالي بدأت تقبل بالتغيير، حيث أصبحت فكرة إرسال الفتيات إلى المدرسة مستحسنة عند كثير من الأسر التي أصبحت ترسل بناتهم إلى إلى المدارس بدلا من إجبارهن على الزواج في سن مبكرة. في التقرير التالي مزيد من التفاصيل.
الحياة في المجتمعات الريفية بمالي لم يتغير كثيرا على مر السنين.
فما زال من المتوقع أن تقوم الفتيات الصغيرات مثل كاديا ديارا التي تبلغ من العمر أربعة عشر ربيعا بمعظم الأعمال المنزلية.
فكاديا تغسل الصحون وتنظيف الأرضيات وتجلب الماء …ولكن شيئا واحدا، شيئا أساسيا تغير في قرية بنينا الصغيرة حيث تعيش كاديا… فبدلا من الزواج في سن مبكرة، يمكن للفتيات أن يلتحقن الآن بالمدرسة. كاديا:
“المدرسة مهمة جدا. فمن خلالها تفهم الكثير من الأمور التي تساعدك على التحضير لمستقبلك.”
وقد التحقت كاديا بمدرسة صديقة للفتاة، وهي جزء من برنامج صندوق الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف الذي يوفر التعليم الأساسي لأكثر الفئات حرمانا. وتوفر هذه المدارس للأطفال والفتيات على وجه الخصوص، بيئة تعليمية آمنة تراعي الفوارق بين الجنسين.
وقد بدأ البرنامج عام 2003 مع وزارة التعليم في مالي، والنتائج تظهر عبر معدلات التحاق الفتيات بالمدارس المتزايدة. وفي بعض المدارس عدد الفتيات أكثر من عدد الفتيان كما يشير المدرس جوب بوديوغو:
“إرسال الفتاة إلى المدرسة هو أمر في غاية الأهمية. أقول هذا لأنه إذا تعلمت الفتاة جيدا ستكون أسرتها متعلمة. وستعلم أولادها. هذا مهم جدا بالنسبة لشعبنا وبلدنا.”
عشرون في المئة من الأطفال في سن الدراسة في مالي، لم يتح لهم الفرصة للتعلم. وعدد المدارس قليل، كما الآباء لا يستطيعون أحيانا دفع رسومها.
هذا بالإضافة إلى أن تعليم البنات كان يعتبر لفترة طويلة استثمارا خاسرا. لكن ووروو ديارا، والد كاديا والذي لم يذهب قط إلى المدرسة، قال إنه بدأ يلمس الفوائد من تعليم ابنته:
“بالنسبة لي، أن ترسل الأطفال إلى المدرسة هو بمثابة نشل عائلتك من الظلمة. لأنهم سيتعلمون الكثير من الأمور التي من شأنها أن تكون مفيدة، ويمكن أن تستفيد منها الأسرة. إذا كانت الفتاة متعلمة، يمكنها تعنتني بأفراد عائلتها. “
وتقوم كاديا اليوم بالتنسيق بين واجباتها الدراسية وأعمالها المنزلية. ومازالت تجد الوقت للجلوس على مقعد الدراسة:
“في البداية كثير من الآباء كانوا غير مهتمين بإرسال بناتهم إلى المدارس. قالوا إن هناك حاجة لبقاء الفتيات في المنزل ومساعدة أمهاتهن. ولكن بعد ذلك، طالب الجميع بتغير الواقع من معلمين وطلاب ومنظمات غير حكومية. والآن يرسل الآباء بناتهم إلى المدرسة. وأعتقد أن ما يساعد أكثر، هو أنه أينما نظرنا، على شاشة التلفزيون، نرى النساء في المنظمات غير الحكومية والخدمة المدنية، يصلن إلى مناصب عالية.”
وتعتبر كاديا واحدة من جيل الفتيات المتعلمات الجديد في مالي، وترى اليونيسف أن تعليم مزيد من الفتيات مثلها سيساعد على خلق مستقبل أفضل للبلاد.