الرضاعة الطبيعية: تجربة ثلاثية الأبعاد
كما في كل عام، تحي منظمة الصحة العالمية وشركاؤها الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية من الأول وحتى السابع من آب/أغسطس في أكثر من 170 بلدا. في التقرير التالي أضواء على موضوع هذا العام وأهمية الرضاعة في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
التواصل هو المفتاح لتحقيق التقدم. بهذه العبارت لخصت الدكتورة فلافيا بوستريو، مساعدة المديرة العامة بمنظمة الصحة العالمية موضوع أسبوع الرضاعة الطبيعية لهذا العام.
الدكتورة فلافيا التي تعنى بالأسرة والمرأة وصحة الطفل بالمنظمة أوضحت أن الهدف من اختيار هذا الموضوع هو تسليط الضوء على فرص تكنولوجيات الاتصال الجديدة في إيصال الدعم المؤهل للأمهات والعائلات ومقدمي الرعاية الصحية، وإشراك وتعبئة الشباب على وجه الخصوص وذلك تحت شعار “تكلم معي: الرضاعة الطبيعية – تجربة ثلاثية الأبعاد”:
”موضوع أسبوع الرضاعة يسلط الضوء على أهمية التواصل بين مختلف الناس حول أهمية الرضاعة وتبادل الآراء المعلومات والخبرات بوصفه الطريقة الفضلى للمحافظة على ممارسة الرضاعة الطبيعية ونشر الوعي حول هذه الممارسة ودعمها.”
كانت هذه ماريا دل كارمن كازانوفاس من منظمة الصحة العالمية التي أوضحت في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة أن عنصر التواصل عبر مختلف الأجيال والقطاعات والأجناس والثقافات يعتبر عنصرا أساسيا من عناصر حماية وتشجيع ودعم الرضاعة الطبيعية.
إما الدكتورة سوزان فرهود، المستشارة الإقليمية لصحة الطفل والمراهق في إقليم شرق المتوسط بمكتب منظمة الصحة العالمية، فوصفت الاحتفال بأسبوع الرضاعة الطبيعية بالهام جدا، مشددة على أنه لا يوجد ما يسمى بالرضاعة الصناعية. فلنتسمع إلى وجهة نظرها:
“أود أن أقول لك إنه يا ليت لا نطلق عليها الرضاعة الطبيعية لأنه لا يوجد ما يسمى بالرضاعة الصناعية. الرضاعة هي عبارة عن ثدي يُلتقم وفم يلتقِم، أي أنها مرتبطة تماما بتغذية الطفل من ثدي أمه، وما عدى ذلك يطلق عليه تغذية وليس رضاعة. والرضاعة يختص بها فقط هذا الفعل: أن طفل يلتقم ثدي أمه.”
وأشارت الدكتورة فرهود بأسف إلى أن معدلات الرضاعة في أقليم الشرق الأوسط متدنية بشكل غير مقبول، وعن بعض الأسباب التي تساهم في هذا التدني قالت فرهود:
“المجتمع الطبي نفسه لا يساند الرضاعة بالدعم المناسب بل في بعض الأحيان قد يكون من ضمن العوامل المؤثرة سلبا على إنجاح الرضاعة. وأيضا الدعاية التي تقوم بها شركات الألبان على مستوى التلفزيون أو في المستشفيات أو في المجتمع تؤثر سلبا على ممارسة الرضعاة وانجاحها.”
الدكتورة فرهود التي كانت تتحدث معي في حوار إذاعي أوضحت أن الغذاء الذي منحه الله للإنسان يحتوي على كل ما يحتاجه الطفل في هذه المرحلة السنية من عمره واللازمة لنموه ووقايته من الأمراض وحمايته النفسية والاجتماعية. من هنا تأتي أهميتة إذا كان العالم يهتم بأن نصل إلى الأهداف التنموية الرامية إلى تخفيض وفيات الأطفال:
“يجب أن نقول لمتخذي القرار الذين يحثون على خفض وفيات الأطفال بنسبة ستين بالمئة بحلول 2015، إنه لو نستطيع أن نصل بمؤشرات الرضاعة وحدها إلى ستة وتسعين في المئة كرضاعة مطلقة، نستطيع أن نخفض الوفيات على مستوى العالم إلى واحد ونصف مليون وفاة. وهذا الموضوع هو غير مكلف على الإطلاق، بالعكس. هذا بالإضافة إلى أنه يضمن صحة الأم والطفل والحماية من الأمراض في المستقبل كالسرطان وأمراض القلب والسمنة وإلى آخره.”
وشددت المستشارة الإقليمية لصحة الطفل والمراهق في إقليم شرق المتوسط على أهمية أدماج وتكامل التدخلات التوعوية على مستوى جميع القطاعات وتوحيد الجهود من أجل رفع مؤشرات الرضاعة وبالتالي خفض معدلات المراضة والوفاة.