وكالات الأمم المتحدة تكثف عمليات نقل المساعدات الغذائية للصوماليين المتضررين من المجاعة
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف أنها زادت من إيصال الأغذية الجاهزة للاستخدام العلاجي الحيوي في مخيم داداب بكينيا والمنطقة المحيطة به، مع تزايد الاحتياجات الانسانية. كما أعلنت المفوضية العليا لشئون اللاجئين عن أول جسر جوي مع الصومال منذ خمس سنوات.
تكثف منظمة الأمم المتحدة للطفولة من جهودها المخصصة لإنقاذ الأطفال، أبرز ضحايا الجفاف ونقص الغذاء والمجاعة في بعض الأحيان.
وعن أحدث هذه الجهود، قالت المتحدثة باسم اليونيسيف، ماريكسي مركادو في مؤتمر صحفي في جنيف:
”قمنا في الصومال على مدى الشهرين الماضيين بإيصال قرابة ألفي طن متري من إمدادات الطوارئ، جوا وبرا وبحرا، وقد وصلت هذه الإمدادات إلى ثلاثة وعشرين ألفا وثلاثمائة طفل يعانون من أشد حالات سوء التغذية، كما حصل أيضا أكثر من مائة ألف طفل يعانون من سوء التغذية على التغذية التكميلية، وذلك في جنوب وسط الصومال، في المناطق الأكثر تضررا من المجاعة حتى الآن”.
مركادو أشارت أيضا إلى أن اليونيسيف، واعتبارا من يوم الثلاثاء الماضي، بدأت استخدام طائرتين يوميا فيما بين نيروبي والصومال لنقل الإمدادات، كما أعلنت عن وصول سفينة إلى مقديشيو على متنها ستمائة طن من خليط الذرة والصويا كغذاء تكميلي للمناطق الجنوبية المتضررة.
اما فيما يتعلق بمخيمات داداب، فتضم اليونيسيف جهودها إلى كل من المفوضية العليا لشئون اللاجئين والشركاء الآخرين لمواجهة تدفق اللاجئين على هذه المخيمات المكتظة بالفعل. وتقول مركادو:
“نحو ثمانين في المائة من الوافدين الجدد إلى داداب هم من النساء والأطفال، ونحن نعمل مع الشركاء على إحضار المزيد من التغذية العلاجية إلى المخيمات والمجتمعات المضيفة المحيطة بها، ولدينا حملات تطعيم جارية، ووصلنا إلى مائة ألف طفل، ولكن الهدف مائتا ألف. ونقوم بتوفير إمدادات الماء والصرف الصحي للمواطنين الذين يعيشون على أطراف المخيمات، ونعمل على توفير الأنشطة التعليمية لهؤلاء الأطفال”.
واستجابة للنداء الذي كانت اليونيسيف قد أطلقته قبل أيام تطلب فيه من شركات الطيران توفير المجال لنقل المساعدات الإنسانية إلى الصومال مجانا أو بتكاليف منخفضة، أعلنت اليونيسيف أن شركة خدمات البريد السريعة، فيديكس، قد إلتزمت بالتبرع لمنظمة الطفولة بالنقل الجوي بين باريس ونيروبي عبر طائرة شحن بوينغ 777. وأعربت اليونسيف عن تطلعها لقيام شركات أخرى بمزيد من المساعدات الشبيهة.
من جهة اخرى، أعلنت بدأت المفوضية العليا لشئون اللاجئين عن بدء أول جسر جوي منذ خمس سنوات مع الصومال في القريب لنقل المساعدات. وقد جرى التخطيط لتسيير ثلاث رحلات.
كما بدأت المفوضية بالشراكة مع الحكومة الإثيوبية والمنظمة الدولية للهجرة نقل قرابة خمسة عشر ألف لاجئ صومالي من مخيم دولو ادو إلى مخيم هيلاوين، حيث سيخضعون للفحوصات الطبية قبل نقلهم إلى موقع جديد. وقد تقرر إجراء هذه الفحوصات بعد تفشي ما يشتبه أن يكون مرض الحصبة في مخيم دولو ادو، ونقل عدد من الحالات إلى مركز انتقالي ومخيمات أخرى في المنطقة. ويقول اندريه مهاشيتش المتحدث باسم المفوضية العليا لشئون اللاجئين:
“أفاد العاملون في مخيم كوبي يوم الخميس بحدوث خمس وعشرين حالة وفاة في هذا المخيم بين خمسة وعشرين ألف شخص. ويشتبه أن تكون نصف هذه الوفيات بسبب الحصبة. إن الأولوية الحالية هي لتعزيز نظام المراقبة للكشف عن حالات جديدة، وتحويلها إلى المنشأت الصحية. ومن المقرر أن يبدأ تطعيم كل الأطفال دون سن الخامسة عشر في القريب جدا”.
كما أشارت مفوضية اللاجئين إلى مشلكة النقص الكبير في التمويل التي تواجهها، رغم تبرعات الدول المانحة والقطاع الخاص والأفراد، مضيفة أنها ما لم يتم الوفاء بالتمويل المطلوب، فسوف يؤثر ذلك على المساعدات الإنسانية الحيوية التي يحتاج إليها اللاجئون الصوماليون والنازحون داخليا.