الرئيس الأميركي يحدد أمام الجمعية العامة سياسته تجاه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
حدد الرئيس الأميركي باراك أوباما سياسته تجاه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الفترة المتبقية من رئاسته، وقال إن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام جميع عناصر قوتها بما في ذلك القوة العسكرية لتأمين عدد من المصالح الجوهرية.
ومن بين تلك المصالح، كما قال أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مواجهة العدوان الخارجي ضد الحلفاء والشركاء مثلما حدث في حرب الخليج وضمان التدفق الحر للطاقة من المنطقة إلى العالم.
"سنفكك الشبكات الإرهابية التي تهدد شعبنا، وعندما يكون ممكنا سنبني قدرات شركائنا، وسنحترم سيادة الأمم، وسنعمل من أجل التصدي للأسباب الجذرية للإرهاب. ولكن عندما تستدعي الضرورة للدفاع عن الولايات المتحدة ضد الهجمات الإرهابية سنتخذ إجراء مباشرا. وأخيرا لن نقبل بتطوير أو استخدام أسلحة الدمار الشامل. وكما نعتبر استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا تهديدا لأمننا القومي، فإننا نرفض تطوير أسلحة نووية الأمر الذي قد يؤدي إلى سباق تسلح نووي في المنطقة وتقويض نظام منع الانتشار الدولي."
وفي كلمته في المداولات العامة للجمعية العامة أكد الرئيس الأميركي أن بلاده ستواصل العمل لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان وفتح الأسواق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأضاف أن الجهود الدبلوماسية الأميركية على المدى القصير ستركز على قضيتين هما سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية، والصراع العربي الإسرائيلي معتبرهما مصدرا مهما لانعدام الاستقرار في المنطقة.
وأبدى أوباما تفاؤله بشأن التصريحات الرسمية الأخيرة في طهران بشأن أنشطتها النووية وعزم الرئيس حسن روحاني على التوصل إلى اتفاق مع المجتمع الدولي حول البرنامج النووي الإيراني.
وانتقل الرئيس الأميركي إلى الحديث عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وقال إن الوقت مناسب لأن يلتف المجتمع الدولي حول جهود السعي إلى تحقيق السلام.
"بالفعل أظهر القادة الإسرائيليون والفلسطينيون استعدادا لخوض المخاطر السياسية. إن الرئيس عباس قد نحى جانبا جهود السعي إلى اختصار الطرق للسلام وجاء إلى طاولة المفاوضات. وأطلق رئيس الوزراء نتنياهو سراح سجناء فلسطينيين وأكد التزامه بالدولة الفلسطينية. إن المحادثات الراهنة تركز على قضايا الوضع النهائي من الحدود والأمن واللاجئين والقدس. وعلينا جميعا أيضا أن نكون مستعدين لتحمل المخاطر."
وأضاف أوباما أن على أصدقاء إسرائيل، بمن فيهم الولايات المتحدة، الإقرار بأن أمن إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية يعتمد على إنشاء الدولة الفلسطينية.
وفي الوقت ذاته شدد على ضرورة أن تدرك الدول العربية، ومؤيدو الفلسطينيين، أن الاستقرار سيتحقق من خلال وجود دولتين وعيش إسرائيل في أمان.
وقال أوباما إن على الجميع أن يدركوا أن السلام هو أداة قوية لهزيمة المتطرفين ودعم المستعدين لبناء مستقبل أفضل.