天天听新闻：يوميات جندي من حفظة السل

 

يوميات جندي من حفظة السلام

 

في التاسع والعشرين من أيار/مايو، تحتفل الأمم المتحدة كل عام باليوم الدولي لحفظة السلام التابعين لها.

خصصنا هذه الفقرة لنتعرف على المقدم ثائر منذر الملي، قائد الشرطة الخاصة الأردنية في بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية هايتي، الذي تحدث لإذاعة الأمم المتحدة عن دور الكتيبة الأردنية في البعثة بشكل عام، وعن ثائر الملي كجندي من حفظة السلام والذي عمل في أكثر من منطقة من مناطق الصراع في العالم منذ عام 2000. وقد استهل ثائر الملي حديثه إلى إذاعة الأمم المتحدة  بتجربته في حفظ السلام.

نظرا لما يتمتع به الأردنيون من سمعة وكفاءة عالية في العديد من بقاع العالم المختلفة، وانطلاقا من إيماني بأن حفظ السلم والأمن الدوليين ليس جهدا مقتصرا على الأمم المتحدة، وانما هو جهد دولي مشترك فقد تم انتدابي من مديرية الأمن العام لأمثل الأردن كقائد  لقوة الشرطة الخاصة في هايتي. شاركت بالعديد من مهمات حفظ السلام الدولية، فكانت أول مشاركة لي عام 2000 في مهمة في تيمور الشرقية، ومشاركتي الثانية كانت كمنسق وقائد فريق تدريب للشرطة المحلية في كوسوفو      عام 2003، وقائد شرطة منطقة زمزم في مهمة دارفور عام 2009، والتي يتبع لها ستة مراكز أمنية تقريبا، وأعمل حاليا كقائد لقوة الشرطة الخاصة الأردنية في هايتي.

سؤال: ما الذي تفعله الكتيبة الأردنية في جمهورية هايتي؟

بدأت مشاركة الشرطة الخاصة في قوات حفظ السلام مع مهمة الأمم المتحدة في تاريخ التاسع والعشرين من نيسان عام 2004. لعل من أبرز ما تقوم به القوة الأردنية  في هايتي هو تقديم الاسناد للشرطة المحلية في مجال ادارة المظاهرات وفض الشغب والمحافظة على الأمن والنظام، وتقديم الحماية والحراسة لموظفي ومباني الأمم المتحدة، وحماية وحراسة الشخصيات الهامة المحلية والأجنبية وهيئات الإغاثة الدولية، ومرافقة مراقبي الشرطة الدولية أثناء قيامهم بالواجبات الموكلة إليهم، وحراسة السجون ومراقبة السجناء الخطرين، وإلقاء القبض على المطلوبين الخطرين  وأفراد العصابات الخطرة، وحماية المدنيين وتقديم المعونات الانسانية لهم.

سؤال:  ما هي أوجه المخاطر التي يمكن أن تواجهها أنت وجنودك هناك؟

تقع مسؤولية القوة الأردنية في عاصمة هايتي، بورت او برنس، والتي تعد من أهم  وأخطر المناطق في المهمة، أهمها وجود القصر الجمهوري وقواعد الدعم اللوجستي للأمم المتحدة، وتعد أخطرها كونها تحوي العديد من المخيمات الأخرى خاصة سيتي سولاي وجان ماري، وغيرها من المخيمات التي تعتبر مناطق تجمع للعصابات والخارجين عن القانون، كما تعتبر هذه المناطق بؤرة لترويج وبيع المخدرات، وتؤمن الملاذ الآمن للعصابات والأشخاص الفارين من وجه العدالة من جميع أنحاء البلاد.

سؤال: هل تواجهون تحديات معينة في هايتي تختلف عن غيرها من بعثات حفظ السلام؟

لعل أبرز التحديات في هذه المهمة تكاد تنحصر في مساعدة الحكومة الانتقالية على اصلاح الشرطة الوطنية الهايتية، وإعادة تشكيلها وتنظيمها وفقا للمعايير الدولية، بما في ذلك التدريب المتعلق بالشؤون الجنائية ومساعدتها أيضا من خلال تنظيم برامج شاملة ومستدامة لنزع السلاح، واعادة ادماج كافة الجماعات المسلحة في المجتمع، بما في ذلك النساء والأطفال المرتبطون بهذه الجماعات.

سؤال: ماذا عن الكادر الطبي وماذا يفعل هناك؟

من ضمن جهودنا وواجباتنا اليومية، تقديم أيام طبية مجانية يتم فيها تقديم المساعدة والفحص والدواء المجاني لأي محتاج، بغض النظر عن موقع أو مكان وجوده. ونقدم كذلك مساعدات إنسانية كبيرة مثل توزيع المياه الصالحة للشرب على الأحياء الفقيرة والمخيمات ودور رعاية الأيتام والحقائب المدرسية على طلاب المدارس.

سؤال: تنقلت كجندي لحفظ السلام في عدة مناطق للصراع.. كيف ترى أهمية دور جنود حفظ السلام في الدور الذي يقومون به؟

إن لعمليات حفظ السلام الدور الحاسم في المحافظة على السلم والأمن العالمي ومنع الصراعات واحتوائها وتعزيز الالتزام بالأعراف الدولية وقرارات مجلس الأمن. وتعد هذه العمليات أداة عظيمة من أجل تعزيز الهدف الرئيسي لميثاق الأمم المتحدة المتمثل بحماية الأجيال المتعاقبة من ويلات الحروب.

وتعد المملكة الاردنية الهاشمية من الدول التي تحظى بالاحترام والتقدير العالمي لدورها في نشر مبادئ السلام والعدالة على المستوى العالمي، فالأردن وبفضل قيادته الهاشمية الحكيمة يتفاعل بشكل ايجابي وكبير في مهام حفظ السلام الدولية، انطلاقا من سياسته الخارجية القائمة على الوسطية والاعتدال واحترامه للاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وحقوق الإنسان والتي يعتبرها الأردن أساسا راسخا في العلاقات الدولية، كما يفخر الأردن أن يكون واحدا من أكثر الدول المشاركة في عمليات حفظ السلام بل إنه يعد حاليا من أكبر الدول مساهمة لقوات الشرطة، الذي يعكس الدور الحقيقي الذي تلعبه الشرطة الدولية في المحافظة على السلم والأمن العالمي، منذ بداية مشاركتها في عمليات حفظ السلام عام 1992.