البلجيكي سباستيان بينز يحكي عبر فيلم قصير قصة عشقه للغابات
ولد المخرج الشاب سباستيان بينز في مدينة مارشان ببلجيكا، في كنف عائلة تحترم الأرض والطبيعة. وقد حاز فيلمه المعنون "ما فوريه" أو "غابتي" على جائزة المهرجان السينمائي الدولي للغابات للأفلام القصيرة. "غابتي" يختصر ولع بينز بالغابات وقلقه عليها في ظل ما يُرْتكًب بحقها من قطع وتدمير. المزيد في التقرير التالي.
لجأ سباستيان بينز المخرج البلجيكي الشاب إلى إبراز العلاقة بين الإنسان والطبيعة بطريقة شاعرية بحتة عندما صور الطفل بانجمان، البالغ من العمر ثلاث سنوات، وهو يركض ويلعب في عالم الغابات السحري..
سباستيان، أو الطفل بانجمان الذي جسد مشاعر المخرج الشاب، دخل إلى عالم الغابات مفتونا بكل ما رأه من حوله. كان يسمع الغابة تناديه، فيلبيها ويلعب معها ويداعبها حتى أصبح يشعر بأنها له، ملكه، فسماها "غابتي".
صوت قطع الأشجار ...
ولكن سرعان ما انفطر قلب الطفل الصغير عندما رأى يد الإنسان تمتد إلى الأشجار وتقطعها..
"يجب القول إن الممثل الرئيسي بانجمان، يملك شيئا قويا. فقد استطاع بالفعل نقل الرسالة التي أردت إبرازها من خلال هذا الفيلم."
هذا ما قاله لي سيباستيان بينز في حوار مع إذاعي على هامش منتدى الأمم المتحدة العاشر المعني بالغابات والذي انعقد في مدنية اسطنبول التركية:
"لقد ترجمت حياتي في بانجمان الممثل، لأنني أعيش منذ صغري في منطقة ريفية جدا، وكنت مفتونا بها، خاصة وأن والدتي كانت نشطة في مجال الحفاظ على البيئة، وقد نقلت إلي بهدوء رغبتها في أن أهتم بالطبيعة أيضا. لقد كانت تعشق أيضا فن التصوير، فنقلت إلي هذا الحب أيضا. وهكذا أصبحت مفتونا بكل الأشياء الموجودة في الطبيعة. هي حقا سحرية، بما فيها الألعاب الخفيفة للغلاف الجوي، وجميع أنواع الحيوانات والنباتات، إنها مكان رائع."
سباستيان أشار إلى أن التعامل مع طفل بعمر يبلغ من العمر ثلاث سنوات لم يكن سهلا، خاصة وأنه لم يكن يتقن الكلام وكان من الصعب جدا أن يجعله يتأقلم مع فريق الإخراج:
"ولكنني استمتعت حقا بالعمل معه، لقد كان لطيفا وكان الأمر بالنسبة إليه لعبة، فهو لم يكن يعرف أننا نصور فيلما، كان يعتقد أن نلتقط صورا فقط، وكان يسمي ما نقوم به "فوتو، فوتو" أو "صور، صور". في الواقع مازال يطلب مني أن نذهب إلى الغابة لنقوم ب"فوتو، فوتو"، ولكن لسوء الحظ انتهينا. وقد كان وقتا ممتعا بالنسبة له وللفريق بأكمله."
وفيلم "ما فوريه" لم يكن الأول لسيباستيان بينز الذي حصد جوائز عالمية، والذي كان يعنى أيضا بالأرض أو الطبيعة بشكل عام. فعبد حيازته على شهادة بالإخراج من معهد SAE في بروكسل، قدم فيلمه الوثائقي الأول، الذي حصل على جائزة في مهرجان الطبيعة في نامور عام 2010. وفي معهد الفنون ب"لوفان لا نوف" قام بينز بإخراج فيلم آخر حول التعايش بين البشر والنحل، والذي حصل على جائزة في مهرجان الطبيعة بنامور عام 2011 ، كما تم بثه على شاشات التلفزيون.