لاجئون سوريون في المراكز الحضرية في تركيا
على بعد نحو مائة كيلومتر من الحدود السورية تقع غازيانتاب التي أصبحت موطنا مؤقتا لكثيري من اللاجئين السوريين الذين يتدفقون باستمرار عبر الحدود فرارا من العنف والحرب.
التفاصيل في التقرير التالي.
يصل الكثيرون من اللاجئين السوريين إلى بلدة غازيانتاب الصناعية بجنوب شرق تركيا وهم بحاجة ماسة إلى المساعدة بعد أن تركوا وراءهم كل شيء تقريبا فارين من الصراع الدائر في الوطن.
توفر الحكومة التركية المساعدات والحماية لأكثر من مائتين وستين ألف لاجئ سوري يقيمون في سبع عشرة مخيما ومراكز حضرية مثل غازيانتاب.
فرت زينب من سوريا عندما أصبحت الحياة في حلب غير محتملة.
"فررنا من القصف والحرب، لم نستطع الخروج من المنزل لعدم توفر الأمان، لا توجد كهرباء أو خبز أو وقود. عشنا في الظلام لشهور."
تعيش زينب الآن في شقة صغيرة من ابنيها، فيما ظل نجلها الثالث في سوريا، ولكنها تشعر بالقلق عليه إذ لم تصلها أية أخبار منه منذ أسابيع. زينب، التي تتطلع إلى لم شمل أسرتها مرة أخرى، هي واحدة من اللاجئين السوريين الذين فضلوا الإقامة في المراكز الحضرية بدلا من المخيمات.
وقد ألقى الوفاء باحتياجات اللاجئين عبئا كبيرا على السلطات المحلية.
فمن أجل توفير التعليم للأطفال الوافدين تم تحويل المركز الثقافي بالمدينة إلى مدرسة ابتدائية لنحو ثلاثمائة تلميذ منهم جومان البالغة من العمر سبعة أعوام.
توقفت جومان عن الدراسة قبل عام عندما دمرت مدرستها في حلب.
"استفدت كثيرا من هذه المدرسة، إن المعلمة تعلمنا كل شيء وأنا سعيدة جدا هنا."
تساعد تركيا أكثر من مائة ألف طفل سوري، وقد استعانت بمدرسين سوريين لتعليم التلاميذ المنهج الدراسي السوري من أجل تعويضهم عن الوقت الذي فقدوه.
وتقول المعلمة أريج إن تدريس الأطفال القادمين من سوريا كان صعبا في البداية:
"عندما جاء الأطفال في البداية كانوا قد نسوا الكثير لأن تعليمهم قد توقف، ولكن بعد ذلك نشطت ذاكرتهم واستعادوا أفكارهم ومعلوماتهم القديمة واستفادوا من المعلومات الجديدة. وتسير المدرسة بشكل نظامي واستطعنا مواكبة سير المنهج الدراسي السوري."
في مركز التسجيل تتسلم زينب بطاقة الهوية، التي يمكنها من خلالها الحصول على الخدمات الطبية الضرورية لعلاج السكري ومشاكل القلب التي تعاني منها.
ومثل التعليم للأطفال توفر الرعاية الطبية لزينب بعض المداواة في حياتها بعيدا عن الوطن.