天天听新闻：أحمد الهنداوي: الشباب ثر

 

أحمد الهنداوي: الشباب ثروة المنطقة العربية القادرة على تحقيق نقلة نوعية ولكن المشكلة هو عدم الاستماع للشباب

 

شارك المبعوث الخاص للأمين العام للشباب، أحمد الهنداوي في أعمال المنتدى العربي للتنمية الذي تم عقده في العاصمة الأردنية عمان حول أولويات التنمية في الدول العربية لمرحلة ما بعد 2015.

بسمة البغال أجرت اللقاء التالي مع أحمد الهنداوي، الذي تحدث أولا عن دور الشباب في عملية وضع أولويات التنمية في الدول العربية لمرحلة ما بعد عام 2015.

"أنا أعتقد أن الشباب في قلب التنمية، تحديدا إذا تكلمنا عن المنطقة العربية الآن، المنطقة العربية هي منطقة غنية سكانيا، وجل سكانها من الشباب.. نحن نتحدث عن أكثر من ثلثي التكوين الديمغرافي في المنطقة العربية من الشباب. وهذه فرصة وتحدي في ذات الوقت.. فرصة إذا وضعت السياسات المناسبة والسياسات السليمة للاستثمار بهذه الفرصة الديموغرافية، وقد تشكل نقلة كبيرة جدا للمنطقة العربية وعلى كافة الصعد.

أنا أتحدث عن أن الشباب هو ثروة للمنطقة العربية وثروة حقيقية في هذا اليوم، ولو كان اكتشاف النفط ساهم في نقلة اقتصادية لبعض الدول العربية، أنا أعتقد أن النفط لهذا العقد وللقرن الحادي والعشرين هو شباب المنطقة العربية القادر على تحقيق نقلة تنموية واقتصادية... والتحدي هو عدم الاستماع للشباب وتكلفة عدم الاستماع للشباب وعدم إدماجهم بوسائل وبقنوات ممنهجة في عملية صنع القرار. نعتقد أن هذا درس نتعلمه من الربيع العربي بالدرجة الأولى ومن الأحداث في السنتين الأخيرتين لأن عدم الاستماع للشباب تكلفته عالية على مختلف الأصعدة."

سؤال: كيف يمكن أن نفعل دور الشباب ونزيد من نسبة مشاركتهم في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ولما بعدعام 2015، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الشباب العربي الآن بشكل خاص؟

"هنالك عدة عناصر يجب النظر إليها إذا أردنا أن نحول مفهوم تفعيل دور الشباب من شعار إلى ممارسة حقيقية، ولتحويله من شعار إلى ممارسة ينبغي أولا أن ننظر إلى التشريعات، وهل تشريعاتنا ملائمة لإدماج الشباب؟ وهل تتيح فرصة المشاركة البرلمانية والسياسية والاجتماعية وتنظيم وبدء منظمات مجتمعات مدني شبابية... التشريعات هي نقطة بداية هامة جدا، وبعد ذلك إلى نظر إلى عملية بناء القدرات وخلق آليات للمشاركة، وخلق آليات تبدأ من المستوى المحلي.. من البلديات أو من المجالس المحلية أن تكون منفتحة على مشاركة الشباب وتتيح لهم فرصة في وضع السياسات الخاصة والبرامج الخاصة بمناطقهم ومحافظاتهم وثم على المستوى الوطني.

كيفية تفعيل مشاركة الشباب تأتي من خلال الموازنات أيضا، بضمان وجود رصد أموال ومخصصات لدعم برامج الشباب. لا يبقى الحديث عن برامج الشباب فقط على  مستوى الشعار لكن أن ينعكس على عملية رصد الموازنات للفئات الاجتماعية والنظر  كم نرصد للشباب وبرامج الشباب وللاستثمار في هذه الفرصة الدموغرافية...كما يكون ذلك من خلال خلق شراكات قادرة على خلق فرص عمل للشباب وهي ليست فقط مهمة الحكومات أو القطاع الخاص أو المجتمع المدني فقط، هي خلق شراكات قادرة على توفير فرص عمل ملائمة للشباب وهذه تملى مجموعة أكبر من التوصيات التي نضعها دوما للمطالبة بتنفيذ هذه البرامج التنموية وأن يكونوا شريكا كاملا في هذا التنفيذ."

سؤال: أستاذ الهنداوي، ما هي برأيك شروط نجاح عملية التنمية وكيف يمكن تحقيق أجندة التنمية لما بعد عام2015؟

"إحدى القضايا التي نوقشت بإسهاب في المنتدى العربي للتنمية، وأيضا في مناطق أخرى، هي قضية البيئة المناسبة أو عناصر البيئة التي نريدها لجعل هذه الأهداف حقيقة ويمكن تحقيقها. وبهذه العناصر تمت مناقشة قضايا كثيرة ونعتقد أن التركيز على التعليم كان له حيز كبير من المناقشات، بوصف التعليم أساسا رئيسيا لخلق أجيال قادرة على التفاعل مع أجندة التنمية.  هنالك تحديات أخرى تتعلق أيضا بالنزاعات الموجودة في المنطقة العربية ولا يمكن الحديث عن هذه الأجندة التنموية بمعزل عن الحديث عن الدول التي تمر بنزاعات والتي خرجت لتوها. أنا تحدثت عن الحاجة لأن نفهم الأهداف الإنمائية للألفية وما بعد 2015، بصفتها عقدا تنمويا جديدا.

في المنطقة العربية اليوم هناك عقد اجتماعي جديد يتم بلورته، وأعتقد ولديمومة هذا العقد الاجتماعي الجديد نحتاج إلى عقد تنموي جديد يستجيب إلى التحديات الموجودة ويحاول الاستثمار في الفرصة الموجودة وأهمها الفرصة الديمغرافية التي تتمثل بالفئة الشبابية الموجودة في العالم العربي."