الكونغو الديمقراطية: قلق على مصير عشرات الآلاف من المدنيين العالقين في الاشتباكات منذ نهاية الشهر الماضي
أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية إلى أن عشرات الألاف من المواطنين، ومن بينهم نازحون داخليا، عالقون في الاشتباكات منذ أواخر شباط/فبراير الماضي فيما بين القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية ومجموعة تحالف الوطنيين من أجل كونغو حرة وذات سيادة المسلحة في مدينة كيتشانغا والمناطق المحيطة بها في شمال كيفو.
وقد أوقع القتال حتى الآن عشرات القتلى من المدنيين، بما في ذلك أحد العاملين في الحقل الإنساني، إضافة إلى مئات الجرحى. كما دفعت أعمال العنف الألاف المواطنين إلى الفرار من ديارهم، الذين لجأ أكثر من خمسة ألاف منهم إلى المنطقة المحيطة بقاعدة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كيتشانغا.
ووفقا لبيان مكتب اتنسيق الشئون الإنسانية، فإن أعمال العنف لم تستثن المساعدات الإنسانية، قد تعرضت مخازن مواد الإغاثة الإنسانية للحريق، كما دمرت المرافق الطبية، ولحق الضرر بنظام إمدادت المياه في المدينة جراء أعمال العنف.
وقد أعرب المنسق الإنساني لجمهورية الكونغو الديمقراطية عن القلق لتعرض ألاف المواطنين للخطر بعد ثلاثة أشهر من الأحداث التي شهدتها البلاد في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، مضيفا أنه يشعر بالقلق بشكل خاص لزيادة وتعمق العنف العرقي، وللتقارير الخاصة بالاعتقالات التعسفية. وقال سوماري إن على أطراف النزاع أن تتفادى سقوط ضحايا مدنيين بأي ثمن، واحترام الطابع المدني للمستوطنات البشرية للمشردين داخليا، وضمان أن يتمكن العاملون في المجال الإنساني من توفير المساعدة التي تشتد الحاجة إليها.
يشار إلى أن إقليم شمال كيفو يستضيف قرابة ثمانمائة ألف نازح، يشكلون ثلث عدد السكان المشردين في الكونغو الديمقراطية، الذين قدر عددهم في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي بمليونين وستمائة ألف شخص.
ومنذ تصاعد الهجمات التي بلغت ذروتها مع الاحتلال المؤقت لمدينة غوما في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تحاول الوكالات الإنسانية حشد الموارد اللازمة لمساعدة مئات الآلاف من الأشخاص الذين لا يزالون مشردين وعودتهم إلى ديارهم.
ويهدد التدهور الحالي في الوضع الأمني وحركة النزوح بمفاقمة فجوات التمويل وتعريض المزيد من المواطنين لمواجهة ظروف معيشية غير مستقرة بشكل متزايد.