حملات لرفع التوعية حيال العنف ضد المرأة في جنوب السودان
بعد عامين على نيله الاستقلال، لا يزال جنوب السودان يشهد حالات كثيرة من العنف القائم على نوع الجنس. في هذا الإطار تقوم بعثة الأامم المتحدة في البلاد بالتعاون مع المسؤولين المعنيين بحملات توعية للحد من هذه الآفة. مزيد من التفاصيل في التقرير.
في إطار سلسلة حملات التوعية بحقوق المرأة وأهمية مشاركتها في الحياة العامة، جرى في جنوب السودان مؤخرا لقاء حاشد جمع النساء والفتيات والرجال في العاصمة جوبا للتركيز على أهمية مشاركة جميع أفراد المجتمع في عملية النهوض بالاقتصاد وغيرها من القضايا التي تعود بالنفع على المجتمع ككل.
والحدث الذي عقد تحت عنوان "تعزيز السلام في المنزل ووقف العنف القائم على نوع الجنس وزواج الأطفال" يعكس تأثير استمرار النزعة العسكرية في جنوب السودان على المرأة والتحدي الذي يشكله استمرار زواج الأطفال لأسباب ثقافية واقتصادية.
هذا ما جاء على لسان استير إيكير أولوزاي، نائبة وزير المساواة بين الجنسين والطفل والشؤون الاجتماعية، التي افتتحت الاحتفال:
"لدينا ثقافة النزعة العسكرية لذلك لا تزال المرأة تعاني. لقد عانت خلال الحرب، وقبل الحرب وحتى بعد الصراع وبعد تحقيق السلام والاستقلال. لا يزال لدينا صراع قبلي وصراعات عنيفة داخل مجتمعاتنا المحلية . وهذه الصراعات تؤثر على وضع المرأة وتجعلها ضحية للعنف، واتخذنا هذا الموضوع بسبب الثقافة العسكرية الموجودة داخل مجتمعنا ونحن بحاجة إلى تحويل جيشنا، نحن تحتاج إلى تحويل مجتمعنا من ثقافة العسكرة إلى ثقافة السلام ".
أما جاكلين نوفيلو، مديرة قسم المساواة بين الجنسين والطفل والشؤون الاجتماعية فشددت على أهمية أن يشارك الرجال في الحد من العنف ضد أمهاتهن وزوجاتهن وبناتهن:
"من منا يرى أمه تضرب ويشعر بالسعادة؟ من منا الذي يرى أخته تتعرض للاغتصاب ويشعر بالسعادة؟ أو ابنته تتعرض للاغتصاب ويشعر بالسعادة؟ لذلك فمن المهم بالنسبة لنا أن نجتمع لنقول لا للعنف ضد المرأة. "
جوليا جاكسون، وهي طالبة في مدرسة سانت توماس أشارت إلى أن اتخاذ إجراءات ضد العنف بين الجنسين مهم للشباب مضيفة أنها تكره رؤية والديها يتشاجران لما للأمر من تأثير سلبي عليها وعلى بنات جيلها :
"هذا الأمر ليس جيدا. لأنه عندما تكون طفلا صغيرا، تسمع في بعض الأوقات الوالدين يتشاجران. وفي المدرسة سيقولون "الليلة الماضية أمي وأبي تشاجرا لهذا السبب أو ذاك"، وهذا يؤثر على نفسيتنا كأطفال.
في جنوب السودان، ما لا يقل عن أربع من أصل عشر نساء تعرضن لشكل أو أكثر من أشكال العنف، وكثير من هذه الحالات لا يتم التبليغ عنها. كما أن النزوح بسبب النزاعات والكوارث الطبيعية، إلى جانب المستويات العالية من انعدام الأمن الغذائي، تفاقم حالات العنف القائم على نوع الجنس في جميع أنحاء البلاد. والمرعب أن الدراسات تشير إلى أن 8 من أصل 10 أشخاص من جنوب السودان يبدو أنهم يتسامحون مع فكرة العنف ضد المرأة.
استير إيكير أولوزاي من جديد:
"الأمل يكمن في الحاجة إلى بناء مجتمع خال من كل نوع من العنف جنوب السودان، مجتمع شمولي، يكون مكانا أمنا للنساء."
جدير بالذكر أن جنوب السودان احتفلت للسنة الثانية على التوالي بعد نيلها الاستقلال بحملة الامين العام لمناهضة العنف ضد المرأة والتي تعتبر فرصة للجميع، نساء ورجالا وفتيات وفتيانا، لمناصرة المرأة ورفع الصوت سلميا وبشكل جماعي ضد جميع أشكال العنف ضد المرأة.
وحسب التفويض الصادر عن مجلس الأمن وبالتعاون مع شركاء آخرين،تعمل بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أنميسس) على بناء قدرات المؤسسات على مستوى الدولة لرصد حالات العنف القائم على نوع الجنس والإبلاغ عنها والتحقيق فيها. ومن خلال المشاركة الفعالة لمستشاري حماية المرأة، تقدم أنميسس أيضا التقارير عن هذه الانتهاكات إلى مجلس الأمن.