天天听新闻：تعليق حملة التطعيم ضد شل

 

تعليق حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في باكستان يمثل ضربة موجعة لجهود القضاء على المرض

 

تعد باكستان واحدة من بين دول محدودة، لا يزال مرض شلل الأطفال متوطنا فيها. وبالتالي، فقد شكل قرار منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف، تعليق حملة التطعيم الميدانية في البلاد ضد المرض، إثر الاعتداء الذي تعرض له موظفو الحملة، انتكاسة في الجهود المبذولة لمحاولة القضاء على المرض في البلاد كليا. إلى التفاصيل:

تلقت الجهود التي تستهدف القضاء على شلل الأطفال في باكستان ضربة موجعة، بعد قرار اثنتين من وكالات الأمم المتحدة تعليق حملة التطعيم ضد المرض في البلاد.

تم اتخاذ القرار في أعقاب الهجوم الأخير على موظفي حملة التطعيم ضد المرض يوم الأربعاء، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص من العاملين في الحملة على الأقل، ليرتفع عدد موظفي الحملة الذين لقوا حتفهم في البلاد هذا الأسبوع إلى ثمانية قتلى.

منظمة الصحة العالمية، أدانت في بيان مشترك لها مع منظمة اليونيسيف الحادث، وأعلنت عن تعليق مؤقت لحملة التطعيم في باكستان بسبب المخاوف بشأن سلامة العاملين في مجال الصحة. وأكدت المنظمة أن مثل تلك الهجمات تعد غير مقبولة على الإطلاق، وتحت أي ظرف من الظروف. كما قال مساعد مدير عام منظمة الصحة العالمية، الدكتور بروس ايلوارد في مقابلة معه:

"شهدنا على مدى الأيام القليلة الماضية، سلسلة من الهجمات المروعة على العاملين في مجال الصحة بباكستان، الذين كانوا يحاولون تقديم التطعيم لبعض الأطفال الأكثر حرمانا والأقل حظا في البلاد. ونحن بحاجة إلى أن نكون واضحين جدا في أنه بصرف النظر عن ظروف الوضع، فإن الهجمات على العاملين في مجال الصحة، والمرافق الصحية، أو الخدمات الصحية غير مقبولة تماما".

وقد أشار مسئول منظمة الصحة العالمية إلى أن مبادرة استئصال شلل الأطفال في باكستان تشكل جهدا خارقا، ويشارك بها مئات الآلاف من المواطنين، بهدف إيصال اللقاح إلى ملايين الأطفال. وقال:

"تنطوى مبادرة القضاء على شلل الأطفال في باكستان على مشاركة مئات الآلاف من الأشخاص. فالعاملون في مجال الصحة والآباء ومن يقومون بالحشد والاخصائيون الاجتماعيون، والسائقون، وسلسلة العاملين على الجوانب اللوجيستية، الجميع يشاركون في جهود جبارة للوصول إلى ثلاثة وثلاثين مليون طفل، خلال بضعة أيام، بهذا التدخل البسيط المنقذ للحياة وهو لقاح شلل الأطفال عن طريق الفم".

ويشار إلى أن مرض شلل الاطفال لا يزال متوطنا في ثلاث دول فقط على مستوى العالم، هي باكستان ونيجيريا وأفغانستان.

وذكر ايلوورد أن مبادرة القضاء على شلل الأطفال تعد من أكبر المبادرات على مستوى العالم، وأشاد بجهود الدول الإسلامية في هذا المجال. وأضاف:

"تعد المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال من أهم المبادرات الصحية الواسعة النطاق، أو المبادرات الدولية التي يجري العمل عليها. وتحظى المبادرة بدعم دولي كبير، وخاصة من قبل العالم الإسلامي، إذ لعبت المؤسسات الإسلامية والدول الإسلامية، والجهات المانحة الإسلامية دورا رائدا في ضمان حصول جميع الأطفال على التطعيم، وبشكل خاص، حصول شعوبهم على الحماية إلى الأبد من هذا المرض المروع".

ويعد شلل الأطفال مرضا شديد العدوى، يسببه فيروس يصيب الجهاز العصبي، ويمكن أن تؤدي إلى الشلل الدائم في غضون ساعات. وتعتبر اللقاحات وسيلة آمنة وفعالة لحماية الأطفال من هذا المرض.

يشار إلى أن شلل الاطفال قد تراجع إلى أدنى مستوياته في العالم في العام 2012، مما أدى إلى زيادة ثقة الخبراء في إمكانية القضاء عليه في القريب.

وكانت قد سجلت مائة وسبع وسبعون حالة إصابة جديدة بشلل الاطفال في العالم في الفترة ما بين كانون الثاني/يناير وتشرين الأول/أكتوبر من العام الحالي، مقابل خمسمائة وحالتين خلال الفترة نفسها من العام الماضي.