لافروف: لا يمكن لتسوية الأزمة السورية إلا من خلال المفاوضات التي تأخذ في الاعتبار مصالح كل طوائف المجتمع
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن العالم العربي يمر بمرحلة تحول جذرية ومؤلمة سيمتد الشعور بآثارها في المنطقة وعلى الصعيد العالمي لفترة طويلة.
وفي كلمته أمام جلسة النقاش المفتوح حول السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط والتعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في مجلس الأمن، أعرب لافروف عن القلق على نحو خاص لمحاولات لإثارة الخلافات العرقية والدينية على مستوى العالم، مضيفا أنه من غير المقبول أيضا الاستجابة للاستفزاز بالعنف، الذي لا يمكن تبريره، خاصة عندما يتم الاعتداء على الديبلوماسيين وموظفي الأمم المتحدة.
وتحدث لافروف عن الربيع العربي:
"إن عمليات التحول تتم بسبب تطلعات الشعوب لحياة أفضل، وللعدالة، والرغبة في الحصول على حقوقهم وحرياتهم السياسية. إننا نشاركهم هذه الأحاسيس ونتفهمها. فهي تتماشى مع فلسفة السياسة الخارجية الروسية، القائمة على افتراض أن الشعوب تقرر مصيرها بشكل مستقل. إن التطورات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تؤكد مرة أخرى الحاجة لاحترام المبادئ الرئيسة لميثاق الأمم المتحدة، وفي مقدمتها سيادة ووحدة أراضي الدول، وعدم التدخل في الشئون الداخلية، وعدم التهديد باستخدام القوة".
وتطرق وزير الخارجية الروسي إلى الأزمة السورية، وقال:
"إننا ندين أي أعمال عنف، وأي انتهاكات لقانون حقوق الإنسان القانون الإنساني الدولي أيا كان مرتكب هذه الانتهاكات، الحكومة السورية أو المعارضة المسلحة. ومع ذلك، فإن قدرا كبيرا من المسئولية المشتركة عن استمرار إراقة الدماء تقع على عاتق الدول التي تحرض معارضي بشار الأسد على وقف إطلاق النار والحوار، وتطالب في الوقت نفسه الاستسلام غير المشروط للنظام. فمثل هذا النهج غير واقعي، ويشجع في الواقع الأساليب الإرهابية التي تستخدمها المعارضة المسلحة بشكل متزايد".
وقال لافروف إن رفض بعض أعضاء مجلس الأمن ما وصفها بالأعمال الإرهابية للمعارضة السورية يشكل مصدرا للقلق العميق ويثير التساؤلات حول الدور الأساسي لمجلس الأمن في مكافحة الإرهاب في أي مظاهره. وأكد أنه لا يمكن تحقيق التسوية المستدامة إلا من خلال المفاوضات والتسويات التي تأخذ في الاعتبار مصالح كافة المجموعات الدينية والعرقية في المجتمع السوري.