جلسة رفيعة المستوى في مجلس الأمن حول الشرق الأوسط والأمين العام يحدد مجالات التعاون بين الأمم المتحدة والجامعة العربية
عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا رفيع المستوى حول السلم والأمن في الشرق الأوسط، ودور جامعة الدول العربية. رأس الاجتماع وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله، وشارك فيه أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، ووزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمغرب وغيرهم.
وقد أكد الأمين العام أمام المجلس أن هذا الاجتماع يعقد في فترة تاريخية وملهمة بالتغيير في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرا إلى التحولات الهائلة التي يشهدها العالم العربي حاليا، والتي تمضى قدما بصعوبة ولكن في اتجاه واضح من الحريات التي حرمت منها الشعوب لفترة طويلة. وقال إنه، مع إنهيار الأنظمة القديمة، فإن الأنظمة الجديدة تكافح من أجل الظهور، في وقت يسوده القلق والعنف المأساوي.
وتحدث الأمين العام عن القضايا الرئيسية في المنطقة، وعلى رأسها، عملية السلام المتوقفة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والصراع في سوريا الذي أصبح يشكل تهديدا للسلم والأمن الإقليمي والدولي، مضيفا أن التوترات في المنطقة تشعلها القضايا النووية، والإضطرابات المرتبطة بعمل يجسد الكراهية تجاه أحد الأديان مما سبب عنفا غير مفهوم أو مقبول. وأضاف:
"إن الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة يوفر فرصا واسعة للمنظمات الإقليمية. وقد اعترف مجلس الأمن منذ فترة طويلة بالدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه في تعزيز اتفاقيات السلام وتعزيز السلام والأمن. ومع وجود عصر سياسي جديد في متناول اليد في العالم العربي فإن الجامعة العربية قد اكتسبت معنى جديدا للهدف منها".
وذكر السيد بان أن كلا من الأمم المتحدة الجامعة العربية قد عملا معا على ضمان شفافية الانتخابات التاريخية في تونس وليبيا، وكان لهما دور مشترك بارز في سوريا.
وحدد الأمين العام أربعة مجالات في علاقة الأمم المتحدة بالجامعة العربية ذكر أنها تستحق الاهتمام الخاص مستقبلا:
"أولا، دعونا نحسن تبادل المعلومات. ويجب أن يكون الحوار بين أمانتينا العامتين مركزا ومتكررا. وهناك سبيل آخر لتحسين الاتصالات، فوضع مكتب للممثل الخاص المشترك المعني بسوريا ونائبه في القاهرة، يمكن أن يشكل إمكانية يجري استكشافها. وثانيا، يجب أن نضع منع نشوب الصراعات في قلب جدول أعمالنا. فالأمم المتحدة تواصل تعزيز قدرتها على العمل في وقت مبكر، بينما تساعد المنظمات الإقليمية على بناء قدرات الوساطة والحوار".
ودعا الأمين العام ثالثا، إلى استكشاف مجالات جديدة للتعاون في الشرق الأوسط، الذي قال إنه يضم امكانات هائلة لتطوير الطاقة المستدامة، كما دعا لاستكشاف ما يمكن القيام به في سياق مبادرة الطاقة المستدامة للجميع، مؤكدا على أن العلاقة بين المنظمتين يجب ألا تقتصر على العمل السياسي على الأزمات القائمة.
كما دعا السيد بان أخيرا إلى ضمان نجاح التحولات التي بدأت، مشددا على ضرورة مواصلة الاستعداد لتقديم المساعدة الملموسة إذا ومتى طلبت.