الأزمة المالية لدى الاونروا تدفعها إلى عدم توزيع القرطاسية على طلاب مدارس غزة هذا العام
فوجئ أطفال مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، الاونروا، بعدم توزيع القرطاسية عليهم للعام الدراسي الحالي أسوة بالأعوام التي تلت العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة أواخر عام 2008، والتي اعتادت خلالها الوكالة على توزيع القرطاسية والكثير من المساعدات على طلاب مدارسها. مراسلتنا في غزة علا ياسين توافينا بمزيد من التفاصيل.
أكثر من مائتين وخمسة وعشرين ألف طالب عادوا إلى مدارسهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة، ونسب فقر وبطالة غير مسبوقة فيما لم يتقبل اللاجئون قرار الاونروا بتقليص أو حرمان أطفالهم من القرطاسية التي كانت تخفف عنهم عبئا ماديا كبيرا في ظل استمرار الحصار والاحتلال لقطاع غزة.
عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للاونروا قال إن الوكالة أوقفت توزيع القرطاسية منذ عشرات السنين إلا أنها عادت وقررت توزيعها بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، فيما تواجه الاونروا هذه الأيام مشاكل مالية كبيرة جعلت برنامج الطوارئ يعجز عن توفير الأموال اللازمة لتوزيع القرطاسية. وأضاف:
"قررنا وقف توزيع القرطاسية بسبب العجز المالي الذي يواجهه برنامج الطوارئ ولكن هناك مقترح من اتحاد الموظفين بان يتم استخدام بعضا من أموال التغذية المدرسية لتمويل عملية شراء القرطاسية، نحن وافقنا على هذا المقترح، وستتم عملية الشراء وإعادة توزيع القرطاسية على الطلاب خلال الشهرين القادمين".
وأكد أبو حسنة أن الاونروا اضطرت إلى استقطاع جزء من ميزانية الوجبات الغذائية اليومية لطلاب المدارس من أجل سد العجز في شراء القرطاسية، مشددا على أن ذلك لن يؤثر على برنامج التغذية، حيث ستتم الاستفادة من التمويل المخصص لأيام العطل والإجازات. وقال:
"الطلاب لن يحرموا من الوجبات ولكن هناك عطل، سيتم خصم هذه الأيام، هناك أعياد، وهناك فترة إجازة قادمة، إجازة نصف العام، سيتم تمويل عملية شراء القرطاسية من خلال الأموال التي يتم توفيرها في الأيام التي لا يتم فيها توزيع الوجبات الغذائية على طلاب المدارس".
قرارات الاونروا الأخيرة المتعلقة بالتعليم لاقت احتجاجات واسعة في قطاع غزة، حيث عبرت اللجان الشعبية للدفاع عن اللاجئين عن رفضها وغضبها من الإجراءات الأخيرة والتي تجسدت في تظاهرات واعتصامات شملت مختلف مناطق القطاع.
وأكد رئيس مركز التنمية المجتمعية للدفاع عن اللاجئين أنهم سيقومون بخطوات احتجاجية تشمل اعتصامات ووقفات أمام مقر الاونروا لدفعها للتراجع عن إجراءاتها في قطاع التعليم والتقليصات الأخرى. وقال:
"ستكون تحركات خلال الفترة القادمة وفي هذا الشهر بالتحديد تجاه تنظيم اعتصامات ضد التقليص الجديد الذي طال التعليم وطال مدارس الوكالة وطال الطلاب تجاه تخفيض القرطاسية وهذا بالتأكيد سيؤدي باتجاه تخفيض جودة التعليم في مدارس الوكالة. من هنا سيكون لنا دعوة خلال الأيام القادمة لتنظيم اعتصامات أمام الأمم المتحدة أولا لدعوة الدول المانحة للالتزام تجاه الوكالة واعتصامات أيضا تجاه مراكز الاونروا في قطاع غزة".
أولياء أمور الطلاب عبروا عن انزعاجهم لعدم تسلم أبنائهم القرطاسية المقررة لهذا العام مشيرين إلى أن تلك الخطوة تزيد من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية على كاهل أسرهم.
ولي أمر الطالب محمد، في الصف الثاني الإعدادي، عبر عن امتعاضه من تقليص القرطاسية في ظل ظروف اقتصادية صعبها يعيشها. وقال:
"يعني أثر علينا كثير، القرطاسية للأطفال، كانت الوكالة تساعدنا قليلا في توفير الكراسات والأقلام والمساطر، وهذه قطعت عنا، أنا أعيل ثلاثة أبناء في الجامعة وأعمل بائع أحذية واحصل على ألف ومائتين شيكل فقط "$300"..في الشهر لن يكفوا لمصاريف الجامعة أو الأكل والشرب. لن يكفوا شيئا".
تأجيل توزيع القرطاسية عكس نفسه بصورة سلبية على عشرات الآلاف من الطلاب الفقراء وغير القادرين على شراءها، وفي هذا الإطار يقول الطالب محمود أحمد إنه يشعر بالحزن لعدم قدرته على شراء القرطاسية فيما زملاء آخرون استطاعوا شراءها منذ بداية العام. وأضاف:
"أنا اليوم زعلان كثير لأنهم السنة هذه لم يوزعوا علينا دفاتر أو أقلام، هذه أسوأ سنة تمر علي، والدي لا يعمل، وأنا لا املك حتى ثمن القلم، أصحابي اشتروا جميعهم دفاتر وأنا زعلان على نفسي، ووالدي لا يعمل ومش عارف شو أعمل".
الأزمة المالية التي تواجهها الاونروا لازالت تخيم على العديد من القطاعات الخدمية التي تؤديها للاجئين الفلسطينيين والتي باتت تمس قطاعات هامة مثل التعليم والذي يعتبر التوجه الأهم للاجئين الفلسطينيين منذ عشرات السنين.
علا ياسين-إذاعة الأمم المتحدة-قطاع غزة