اللجنة الدولية للصليب الأحمر تشير إلى أزمة نقص المياه في مخيمات اللاجئين بجنوب السودان
ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان لها، أن النقص الشديد للمياه في مخيمات اللاجئين القريبة من الحدود السودانية أدى إلى تزايد معدلات الوفيات وسوء التغذية وبلوغها مستويات خطيرة.
يشار إلى أن الآف اللاجئين السودانيين فروا من النزاع المسلح في ولاية النيل الأزرق بالسودان منذ شهر أيلول/سبتمبر من عام 2011، إلى مقاطعة "مابان" الواقعة في ولاية أعالي النيل بجنوب السودان. وبدأت أعداد هؤلاء اللاجئين تتزايد منذ شهر أيّار/مايو. ولجأ هؤلاء إلى مخيمات معزولة لا تكفي مواردها الشحيحة لتلبية احتياجات الناس الأساسية في معظم الأحيان.
وفي هذا الصدد، قال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنوب السودان، مِلكر مابيك، إن الوضع الإنساني في مخيم "يوسف باتيل" على وجه الخصوص مقلق للغاية، إذ تسود فيه ظروف معيشية قاسية تتطلب الكفاح من أجل البقاء. ويشرب الناس في هذا المخيم المياه السطحية الملوثة بسبب نقص المياه النظيفة الصالحة للشرب. وتؤدي الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه، ومنها الإسهال على سبيل المثال، إلى وفاة الأطفال على وجه الخصوص. وتتصدّى اللجنة الدولية لحالة الطوارئ هذه عن طريق توسيع البنى المائية الأساسية لهذا المخيم وتوزيع عبوات ودِلاء لتعزيز قدرة الناس على جمع المياه وتخزينها.
وشرعت اللجنة الدولية أيضا بتنفيذ مشروع يهدف إلى تحسين سُبل حصول نحو ثلاثين ألف شخص في مخيم "يوسف باتيل" على المياه، كما توشك اللجنة على الانتهاء من مدّ أنبوب لتوزيع المياه في منطقة مجاورة لمخيم "جمام" للاجئين، حيث يعاني الناس أيضاً من نقص كبير في الإمدادات المائية.
ومن المتوقع إن يحصل جميع سكان المخيم فضلاً عن ذلك على الوسائل اللازمة لحماية أنفسهم من العوامل الجوية، مثل الملابس والأقمشة المشمعة والبطانيات والناموسيات والحصائر. فالأمطار الموسمية الغزيرة التي ستتواصل حتى تشرين الثاني/نوفمبر تجعل الظروف المعيشية في هذه المنطقة عسيرة للغاية، عندما تكستي الأرض بطبقة طينية سميكة وتغمر المياه الراكدة الآسنة مساحات شاسعة منها. وتصبح عملية نقل المساعدات إلى المخيم تحدياً لوجستياً، يحتم نقل كل الإمدادات إلى المنطقة جوا.