الأزمة الإنسانية في منطقة الساحل تتفاقم والوكالات الإنسانية تعاني من نقص التمويل
تشير الوكالات الإنسانية إلى تفاقم الأزمة التي تشهدها دول منطقة الساحل الأفريقي بسبب الجفاف، وتتزايد معها أزمة الغذاء والتغذية، ليواجه ثمانية عشر مليون شخص في دول المنطقة انعدام الأمن الغذائي. وعلى رأس المتضررين يأتي الأطفال. المزيد في التقرير التالي:
الأطفال بأجسادهم الصغيرة، قد يكونون أول المتضررين من موجة الجفاف الشديد التي تشهدها دول منطقة الساحل بغرب أفريقيا، وذلك وفقا لما قاله ديفيد غريسلي، منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشئون الإنسانية المعني بمنطقة الساحل، في حديث له، سلط خلاله الضوء على المعاناة التي تشهدها دول الساحل بغرب أفريقيا، مشيرا إلى أزمة الطعام والتغذية الشديدة هذه الدول:
"نتوقع أن يعاني نحو مليون ومائة ألف طفل من سوء التغذية الحاد في عام 2012. ويعد سوء التغذية الحاد حالة خطيرة جدا، يرتفع معها خطر الوفاة. وقد تتراوح معدلات الوفاة بين خمسة وعشرين وستين في المائة، تبعا للحالة، لذا فهو خطير".
وتزداد أزمة الغذاء والتغذية حدة في منطقة الساحل، وتتزايد معها الاحتياجات بشكل حاد، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية. فهناك ثمانية عشر مليون شخص في دول المنطقة التسع يواجهون انعدام الأمن الغذائي. فهذه الدول وهي السنغال، وغامبيا، وموريتانيا ومالي وبوركينا فاسو، والنيجر، وتشاد، إضافة إلى الأجزاء الشمالية من نيجيريا والكاميرون قد تضررت بالفعل من انعدام الأمن الغذائي والصراع.
وقد فاقم الصراع في مالي من الأزمة، وجعل فرص وصول المساعدات الإنسانية أكثر صعوبة.
وكانت منطقة الساحل قد مرت أيضا بسلسلة من موجات الجفاف اعتبارا من عام 2005، ويتكرر الأمر مرة أخرى هذا العام. ويتحدث غريسلي عن الآثار المترتبة على هذا الجفاف:
"نرى إنتاجا أقل كثيرا هذا العام، والأهم من ذلك نرى أسعارا أكثر ارتفاعا للمواد الغذائية، مما يعني أنه حتى عندما يتوفر الغذاء، فقد لا يكون في متناول الكثير من المواطنين، فإنهم لا يستطيعون شراءه".
وتعمل حكومات الدول المتضررة والوكالات الإنسانية لدعم المواطنين الذين يحتاجون للمساعدة منذ التحذير الذي تم إطلاقه العام الماضي من أزمة الجفاف بالمنطقة. وفي حين حققت برامج التغذية وتوزيع المواد الغذائية المباشر تأثيرا، فإن التقدم الذي تحقق مهدد بالضياع بسرعة كبيرة ما لم يتوفر الدعم المتواصل، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية. ويقول غريسلي المسئول الإقليمي بالمكتب:
"نحن بحاجة إلى مليار وستمائة مليون دولار، وتم حشد نصف هذا المبلغ بالفعل ويتم استخدامه حاليا في شراء المواد الغذائية، والدعم الغذائي لتسع دول، وللاستجابة لأزمة اللاجئين في الدول المجاورة لمالي. وهذه الاستجابة تسير بشكل جيد".
الاستجابة للنداء الإنساني الذي أطلق لصالح منطقة الساحل لم تتجاوز اثنين وأربعين في المائة من قيمة المبلغ المطلوب، رغم ضخامة حجم الأزمة وضخامة عدد المتضررين منها. غريسلى مرة أخرى:
"يمكنك أن تنقذ حياة شخص ما من انعدام الأمن الغذائي، ويمكنك أن تنقذ حياته من سوء التغذية، ولكن طفلا صغيرا قد يموت مع ذلك بسبب الكوليرا أو أمراض الإسهال. لذا يجب أن تكون هناك حزمة متكاملة، وحتى الآن، لم تتوفر لدينا هذه الحزمة من حيث التمويل".
وتناشد الوكالات الإنسانية مجتمع المانحين توفير الدعم المالي اللازم للاستجابة لأزمة الجفاف وانعدام الأمن الغذائي المترتب عليها في دول منطقة الساحل بغرب أفريقيا تفاديا لسقوط الكثيرين ضحايا لها، سيكون الأطفال في مقدمتهم.