وكالات الأمم المتحدة تعرب عن القلق لتأثير تصاعد العنف في سوريا على المدنيين مع الزيادة الكبيرة في أعداد اللاجئين
أثارت التطورات التي شهدتها سوريا على مدى الأيام القليلة الماضية قلق وكالات الأمم المتحدة الإنسانية من حيث تأثيرها على المدنيين. وكان أول هذه الآثار تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى دول الجوار، وتحديدا إلى لبنان. إلى التفاصيل.
المفوض السامي لشئون اللاجئين انطونيو غوتيرس أعرب عن قلقه المتنامي للزيادة الكبيرة في أعداد اللاجئين السوريين الذين يضطرون للفرار من ديارهم.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لشئون اللاجئين مليسا فليمنغ عن أعداد اللاجئين:
"لدينا تقارير، نتحقق منها، بأن آلاف السوريين قد عبروا إلى لبنان ليلا ويوم أمس. حتى الآن، تتراوح التقارير بين ثمانية آلاف وخمسمائة، وثلاثين ألف شخص قد يكونون عبروا الحدود خلال الثمانية وأربعين ساعة الماضية، ونحن نتحقق من ذلك، ولدينا موظفون على الحدود، ونأمل أن نحصل في غضون الساعات القادمة على أرقام أكثر دقة. وسنكون هناك، لنحاول التركيز على مساعدة المواطنين الأكثر ضعفا ممن عبروا الحدود".
قلق المفوضية لم يقتصر فقط على اللاجئين السوريين، بل أيضا على السوريين النازحين داخل بلادهم، الذين يكاد يستحيل التأكد من أعدادهم كما ذكرت فليمنغ، مضيفة مع ذلك أن التقديرات تشير إلى أنهم حتى الأسبوع الماضي، كانوا يقدرون بنحو مليون شخص في مختلف أنحاء البلاد في ضوء ازدياد أعمال العنف وانتشارها في مختلف أرجاء سوريا.
ويوجد في سوريا أكثر من مائتين وخمسين موظفا للمفوضية العليا لشئون اللاجئين من المحليين والدوليين يعملون في دمشق، وحلب والحسكة. وقد قامت المفوضية على مدى اليومين الماضيين بتوزيع منح مالية على النازحين الذين يحتاجون للنقد حتى يتمكنوا من استئجار مسكن، ولشراء اللوازم المنزلية.
ووفقا لسجلات المفوضية، فهناك حتى يوم الأربعاء نحو مائة وعشرين ألف لاجئ سوري مسجلين في كل الأردن ولبنان وسوريا والعراق وتركيا، ولكن تقديرات حكومات تلك الدول تفوق هذه الأرقام بكثير. وتقول فليمنغ:
"نرى أن الحدود مازالت مفتوحة، فالمواطنين يستمرون في الوصول إلى تركيا والأردن، ويواصلون التدفق إلى لبنان، وبشكل متزايد إلى العراق. فقد توجهت ثمانون حافلة تقل عراقيين إلى العراق، كما أن لدينا تقارير أيضا بأن طائرتين للحكومة العراقية قد وصلتا إلى دمشق لإجلاء الرعايا العراقيين".
وقد أعرب المفوض السامي لشئون اللاجئين مجددا عن امتنانه لدول الجوار السوري لإبقائها الحدود مفتوحة أمام اللاجئين السوريين، الذين يعتمد الكثيرون منهم لدى وصولهم على المساعدات الإنسانية، إذ يصل بعضهم بالملابس التي يرتديها فقط، بعد أشهر من البطالة.
ولم يقتصر القلق الذي تثيره تطورات الأحداث في سوريا على المفوضية العليا لشئون اللاجئين، ففي جنيف، أعرب مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، عن نفس القلق، وفقا للمتحدث باسم المكتب، روبرت كولفيل الذي قال:
"تحث المفوضة السامية بشدة كل الأطراف على بذل كل الجهود الممكنة لضمان تعرض المدنيين للقتل أو الإصابة. فالصراع في المناطق الحضرية، والذي يدور في مختلف أنحاء سوريا يشكل خطورة على نحو خاص على المدنيين. فهناك العديد من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء الذين قتلوا وأصيبوا، إضافة مليون نازح، إن الوضع مقلق جدا جدا، ونحث كل المقاتلين من الجانبين على الحرص مع المدنيين".
جدير بالذكر، أنه وبعد أسبوعين فقط من إطلاق النداء المنقح لخطة الاستجابة الإقليمية للاجئين السوريين، والتي تغطي احتياجات سبع من وكالات الأمم المتحدة، وست وثلاثين منظمة غير حكومية لدعم اللاجئين السوريين، فلم تتجاوز الاستجابة لها ستة وعشرين في المائة من قيمة الخطة التي تقدر بمائة وثلاثة وتسعين مليون دولار.
يشار إلى أن النداء الأخر الذي تم إطلاقه لمساعدة السوريين المتضررين من الصراع داخل بلادهم بقيمة مائة وثمانين مليون دولار قد حصل على ثمانية وثلاثين مليون دولار فقط.