المنتدى الإنساني السوري الرابع يؤكد على النقص الحاد في تمويل الاستجابة للاحتياجات الإنسانية السورية
أكد المشاركون في المنتدى الإنساني السوري الرابع، الذي عقد في جنيف أن الاستجابة الإنسانية للاحتياجات الإنسانية الناجمة عن الأزمة السورية تواجه نقصا حادا في التمويل، مما قد يؤثر على أعمال الإغاثة لمساعدة المتضررين من الأزمة داخل سوريا، وفي دول الجوار. إلى التفاصيل:
بمشاركة أكثر من ثلاثمائة وخمسين شخصا من الدول أعضاء الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والمنظمات الدولية غير الحكومية، ووكالات الأمم المتحدة الإنسانية، استضافت جنيف أعمال المنتدى الإنساني السوري الرابع.
جون غينغ مدير العمليات بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، ورئيس المنتدى الإنساني السوري، قال إن العمل الجاري لمساعدة المتضررين من الصراع داخل سوريا واللاجئين الذين فروا إلى الدول المجاورة، الأردن، ولبنان وتركيا قد يتوقف ما لم يتم توفير المزيد من الأموال. وأضاف متحدثا للصحفيين بعد الاجتماع:
"اجتمعنا اليوم في مواجهة صراع متصاعد، له أثار إنسانية مدمرة متوقعة. الأثر الملموس للصراع هو أن حياة ومعيشة مئات الآلاف من المواطنين قد تدمرت، كما أن الأثر النفسي على هؤلاء المواطنين وبصفة خاصة الأطفال لا يجب المبالغة فيه، أو التأكيد عليه، بل يجب أن يكون حافزا قويا لأولئك المعنيين بحل الصراع".
وقال غينغ إن المنظمات الإنسانية لمست خلال الشهر الماضي أن الفجوات بين الاحتياجات وبين عملية الاستجابة على الأرض كبيرة جدا. ثم تحدث عن التحديات التي تعترض عملية الاستجابة:
"نواجه العديد من العقبات التي تعترض جهود الوفاء باحتياجات المواطنين. نواجه عراقيل سياسية هائلة من قبل الحكومة السورية، ونواجه بيئة عمليات بالغة الخطورة بسبب الصراع ذاته، كما نواجه مساءل تتعلق بقدرات المنظمات العاملة، والتي تحاول تكثيف عملها وزيادته من عدم وجود عمليات إنسانية أو القليل جدا منها، إلى عمليات إنسانية ضخمة".
وأوضح رئيس المنتدى الإنساني السوري أن الحكومة السورية قد احترمت إلى حد كبير إلتزامها بموجب الاتفاق معها حول خطة الاستجابة الإنسانية. ولكنه أضاف:
"العنصر الأمني مازال يشكل تحديا كبيرا بالنسبة لنا، وشجاعة العاملين في الحقل الإنساني على الأرض تستحق الإشادة. وللأسف، فقد متطوع مع الهلال الأحمر السوري حياته في هذه الجهود، ليصل عدد من قتلوا إلى خمسة على مدى الشهور الماضية. ونبعث بتعازينا الخالصة لأسرته لفقدانه، ولكن ذلك أيضا دليل على الخطر الذي يواجهه العاملون الإنسانيون".
وتحدث جون غينغ عن زيادة العمل الإنساني على مدى الشهر الماضي، مشيرا إلى أن عدد من يحصلون على المساعدات الغذائية قد ارتفع من خمسمائة ألف شخص الشهر الماضي، إلى ثمانمائة خمسين ألفا من المتوقع أن يحصلوا على هذه المساعدات الشهر الحالي. كما حصل أكثر من مائة ألف من النازحين على إمدادات غير غذائية تتمثل في البطانيات والملابس والمراتب وأدوات المطبخ. وقال إن الشبكة التي تم تشكيلها عبر الهلال الأحمر السوري وغيره من المنظمات المحلية وغير الحكومية تصل حاليا إلى محافظات سوريا الأربع عشرة المتضررة من الصراع، كما يتم تعزيزها بشكل يومي.
وطالب غينغ المانحين بزيادة العطاء لمواجهة الاحتياجات الإنسانية للمتضررين من الأزمة داخل سوريا وخارجها في دول الجوار، مشيدا بدول الجوار التي أبقت حدودها مفتوحة أمامهم.
"رسالتنا إلى مجتمع المانحين، ارفعوا الآن حجم تبرعاتكم. لأن الاستجابة التي تقدر بعشرين في المائة للنداءين، داخل سوريا، والخاص بالاستجابة لأزمة اللاجئين، لا تعد كافية. نعلم أنه كانت هناك تساؤلات حول القدرة على إيصال المساعدات، وقد تمت الإجابة عليها. نحن بحاجة إلى أن نشهد اتساعا في قاعدة مجتمع المانحين، لأننا ندرك أن القليلين الذي كانوا كرماء لا يمكن أن يتوقع منهم تحمل كامل العبء".
ويقدر النداءان اللذين تم إطلاقهما للاستجابة الإنسانية الخاصة بالأزمة السورية بمائة وتسعة وثمانين مليون دولار لداخل سوريا، ومائة وثلاثة وتسعين مليونا للاستجابة لاحتياجات اللاجئين في تركيا والأردن ولبنان والعراق، ولم يحظ كلاهما سوى بعشرين في المائة فقط من قيمته.