الكوليرا تفاقم الوضع الإنساني في منطقة الساحل
ذكرت وكالات الأمم المتحدة الإنسانية أن تفشي وباء الكوليرا في أجزاء من منطقة الساحل سيؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع الإنساني المتردي أصلا لآلاف الأشخاص المتضررين من الجفاف—التفاصيل فيما يلي.
مع بداية موسم الأمطار في منطقة الساحل، ترتفع نسبة الإصابة بوباء الكوليرا الذي أودى بحياة أكثر من 60 شخصا وأدى إلى إصابة نحو 2800 شخص هذا العام. الأمر الذي يعرض المزيد من الناس - وخاصة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية – إلى خطر كبير.
ووفقا لوزارة الصحة في مالي، أدى تفشي وباء الكوليرا في شمال البلاد، الأسبوع الماضي، إلى وفاة طفلين وإصابة أربعة وثلاثين شخصا آخر بالمرض بما في ذلك عدد متزايد من الأطفال. وأشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة - يونيسيف إلى أن الوباء حصد حتى الآن حياة ما يقرب من 700 شخص في غرب ووسط أفريقيا، وأصاب أكثر من 29000 شخص بالمرض، كما تقول ماركسي ميركادو المتحدثة باسم اليونيسيف في جنيف:
"يضع تفشي وباء الكوليرا في منطقة الساحل الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في خطر كبير. وقد ارتفع عدد حالات الإصابة بالكوليرا لا سيما في المناطق القريبة من نهر النيجر. ويظهر وباء الكوليرا بشكل متكرر في جميع أنحاء منطقة الساحل، وخلال العام الماضي أصيب أكثر من 67000 شخص في بلدان حوض بحيرة تشاد بما في ذلك تشاد والكاميرون ونيجيريا."
ويعد النيجر وشمال مالي الأكثر تضررا حيث زاد موسم الأمطار من سوء الأوضاع الصحية السيئة أصلا وخاصة في المخيمات التي تأوي السكان الذين نزحوا بسبب انعدام الأمن في مالي.
ماركسي ميركادو:
"هذا العام يبدو أن الوباء يتركز أكثر في الغرب في محيط النيجر ومالي، حيث يتفاقم أثر الوباء بسبب النزوح الجماعي للسكان الفارين من النزاع في شمال مالي. فقد فر أكثر من 330000 شخص، خُمْسُهم من أطفال، من منازلهم، بالإضافة إلى نزوح 150000 شخص داخل مالي ولجوء أكثر من 180،000 شخص إلى دول الجوار."
هذا وذكرت منظمة الصحة العالمية أن المياه الملوثة في نهر النيجر قد تكون مصدرا لهذا المرض:
"إن استهلاك المياه من نهر النيجر قد يكون سببا محتملا لانتشار المرض. فلم يعد لدى السكان الموارد اللازمة لمعالجة المياه قبل استهلاكها. كما أن هناك نقصا في إمدادات المياه في غاو وتومباكتو نظرا لعدم وجود وقود لتشغيل محطة ضخ المياه، وهناك مخاطر إضافية من انتشار أمراض الإسهال."
ردا على التهديد الذي يشكله انتشار الكوليرا في منطقة الساحل، صعدت اليونيسيف وشركاؤها من عملياتها على وجه السرعة للحيلولة دون ظهور حالات تفش جديدة في جميع أنحاء المنطقة. وطالبت المنظمات الإنسانية بتمويل إضافي عاجل لأزمة الغذاء في منطقة الساحل، وخاصة بالنسبة لبرامج المياه والصرف الصحي والصحة، مشيرة إلى أن نحو ثلاثة أرباع احتياجاتها المالية لم تلب بعد.