الصليب الأحمر: حوادث العنف التي تستهدف الرعاية الصحية تخلف تداعيات طويلة الأجل تؤثر على مجتمعات بأكملها
قال الدكتور فيليب سبوري، مدير القانون والتعاون الدولي باللجنة الدولية للصليب الأحمر إن أول الأمور التي تثير الاهتمام الشديد في تقرير الأمين العام حول حماية المدنيين في الصراعات المسلحة هو المتعلق بالتهديدات التي تؤثر على أمن وإيصال الرعاية الصحية، وثانيها هو توفر واستخدام العنف، والثالث هو عدم الامتثال للقانون الإنساني الدولي.
وأكد الدكتور سبوري، في كلمته أمام مجلس الأمن، أن الحاجة إلى تحسين احترام القانون الإنساني الدولي ولضمان المساءلة عن الانتهاكات تعد في صميم القضايا التي تواجه اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عملها اليومي في مختلف أنحاء العالم، مؤكدا إمكانية تخفيض معاناة المدنيين الهائلة التي تتسبب فيها هذه القضايا. وأضاف:
"يعد العنف ضد موظفي ومنشآت والمنتفعين من الرعاية الصحية من أخطر القضايا الإنسانية المثيرة للقلق وأكثرها تجاهلا. إذ يعيق فرص الوصول وإيصال الرعاية الصحية في العديد من الدول. ومن الأمثلة على ذلك: في باكستان، فقد حرم اختطاف وقتل مدير صحي بالصليب الأحمر آلاف المرضى المصابين من العلاج المناسب. وفي الصومال، تعرضت المستشفيات للقصف، وفي ليبيا وسوريا، أطلقت النيران على سيارات الإسعاف. وبالأمس فقط، أطلقت النيران على متطوع في الرعاية الأولية بالهلال الأحمر العربي السوري وقتل، وهذه هي المرة الرابعة التي يقتل فيها عضو بالهلال الأحمر أثناء العمل".
وقال الدكتور فيليب سبوري إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد وثقت وحللت مئات الحوادث العنيفة التي تؤثر على الرعاية الصحية في ست عشرة دولة تعمل بها اللجنة على مدى عامين ونصف العام. وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرت العام الماضي أن عدد الحوادث المسجلة الذي يعد لافتا للنظر، يمثل فقط قمة جبل الجليد، وأن حادث عنف واحد ضد البنى التحتية للرعاية الصحية أو الموظفين، قد تترتب عليه تداعيات طويلة الأجل، لا يمكن قياسها، على مجتمعات محلية بأكملها.
وقال مسئول الصليب الأحمر إن الكثير من التهديدات لأمن وإيصال الرعاية الصحية تنبع من حقيقة توفر واستخدام الأسلحة على نطاق واسع، مضيفا أن ضعف الامتثال للقانون الإنساني الدولي وانعدام مساءلة منتهكي هذا القانون توثر على حماية المدنيين.