天天听新闻：أطفال الشوارع في باكستان

أطفال الشوارع في باكستان يواجهون معارك يومية بحثا عن الطعام والأمان

زيشان طفل في الثالثة عشرة من عمره تركته عائلته ليعيش وحيدا في شوارع لاهور، وهو ليس حالة فريدة ولكنه مثل ملايين الأطفال الآخرين الذين يعيشون في شوارع المدن الكبرى ليحمل معهم كل يوم معركة جديدة من أجل البقاء. التفاصيل في التقرير التالي.

في مدينة لاهور، ثاني أكبر المدن في باكستان، تجد التفاوت والتناقض بين الثراء والفقر، بين النظام والفوضى وتجد زيشان.

يعيش زيشان ذي الثلاثة عشر ربيعا في هذه المدينة الكبيرة وحيدا بعد أن تخلت عنه أسرته فلم يجد أمامه خيارا سوى التسول والسرقة كي يبقى على قيد الحياة.

ومثل غيره الكثيرين من الأطفال الذين يجدون في الشوارع مسكنا لهم يواجه زيشان كل يوم معركة جديدة بحثا عن الطعام والأمان، والندوب التي يحملها وجهه تدل على تجربته المريرة.

"بعد أن نتسول طوال اليوم في إشارات المرور، نأتي إلى الحديقة العامة ونبيت فيها، ولكن اللصوص يهددوننا ويحاولون سرقة أموالنا، فنقوم بجرح أنفسنا بموس حلاقة نحتفظ به في فمنا. لقد جرحت نفسي من قبل...أنظر هنا، لقد جرحت نفسي في وجهي، وعندما يرى اللصوص الدم يفرون ولا يسرقون مالنا."

أصبحت مأساة هؤلاء الأطفال جزءا من المدينة التي ينتشر فيها الفقر ويتطلب البقاء على قيد الحياة بها صراعا.

ويقيم زيشان مع عدد من الأطفال الآخرين في مكان إيواء يحميهم من الخلاء، ولكن لا يقيهم من شرور أخرى يدركها جيدا.

"إن المال الذي نسرقه نستخدمه لدفع إيجار الغرفة في الفندق الصغير الذي نبيت فيه، ولكن هناك أشخاص في الفندق أيضا يعذبون الأطفال ويفعلون بهم أشياء سيئة، إنهم يستنشقون بعض المواد ويدخنون السجائر والحشيش."

وجد زيشان مؤخرا عملا في محل للألعاب الإلكترونية حيث يقوم بإعداد الألعاب وتنظيف المكان. يعمل هذا الطفل لمدة اثنتي عشرة ساعة يوميا ويتقاضى أجرا يقدر بحوالي نصف دولار.

يعيش زيشان في دائرة فقر مفرغة، ولكن الإهانات هي أكثر ما يقتل ثقته بنفسه.

"عندما نمر بالمحال التجارية أو عربات البائعين يقولون لبعضهم (إن هؤلاء من متعاطي المخدرات لا تتحدثوا إليهم وإلا جرحوا أنفسهم بالموس). ويتعرض الأطفال للسباب ويقول عنهم الناس إنهم لصوص، وإنهم سيموتون ولن يجدوا أحدا يحمل جثثهم التي ستبقى ملقاة في الطرق."

لا يجد زيشان مخرجا ينتشله مما هو فيه، ولا يجد أمامه سوى الدعاء والأمل.

"أتمنى لو كان معي والديّ وشقيقي وشقيقتي، أتمنى لو كانت الظروف جيدة لأذهب إلى المدرسة وأعيش حياة كريمة."

تدعم منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف مراكز إيواء مؤقتة ومنظمات مجتمع مدني في مختلف أنحاء باكستان لمساعدة أطفال الشوارع وتقديم الرعاية الصحية والاجتماعية لهم وإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع.

وبعد تأهيلهم تعتمد تلك الرعاية بشكل كبير على من كانوا أطفال شوارع من قبل لمساعدة أقرانهم في التغلب على معارك الحياة اليومية.