منظمة الصحة العالمية تشير في أول تقرير عن الخرف إلى أنه ليس جزءا طبيعيا من الشيخوخة
أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا جديدا حول الخرف، أو، dementia، أشارت فيه إلى أن هناك أكثر من خمسة وخمسين مليون شخص حول العالم يتعايشون معه. ووفقا للتقرير فإن أكثر من نصف المصابين بالخرف يعيشون في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل. إلى التفاصيل:
في مؤتمر صحفي عقد في جنيف، أطلقت منظمة الصحة العالمية والمنظمة الدولية لمرض ألزهايمر تقريرا جديدا بعنوان "الخرف: إحدى الأولويات الصحية العمومية".
التقرير الذي يعد الأول من نوعه على الإطلاق حول الخرف يشير إلى أن عدد المصابين به حول العالم، والذي يقدر حاليا بأكثر من خمسة وخمسين مليون شخص، سيتضاعف ليصل إلى أكثر خمسة وستين مليون شخص بحلول عام 2030، ومن المتوقع أن يصل إلى ثلاثة أضعاف فيتجاوز مائة وخمسة عشر مليون شخص عام 2050.
الدكتور شيكار ساكسينا، مدير إدارة الصحة العقلية بمنظمة الصحة العالمية قال متحدثا عن التقرير:
"يعرض التقرير لوباء الخرف العالمي، ويصف تأثيره على الأفراد والمجتمع. كما يصف بعض البرامج والمناهج الوطنية للتعامل مع الخرف، ويبحث في قضايا حول الرعاية والقائمين على رعاية المصابين، ويناقش أساليب زيادة التوعية بالخرف".
ويصف تقرير منظمة الصحة العالمية الخرف بأنه متلازمة تتخذ عادة طابعا مزمنا، وتحدث بسبب مجموعة مختلفة من الأمراض الدماغية التي تطال الذاكرة والتفكير والسلوك والقدرة على القيام بالأنشطة اليومية. ويمثل مرض ألزهايمر السبب الأكثر شيوعا للخرف، ومن المحتمل أنه يسهم في حدوث نحو سبعين في المائة من الحالات. ومن أسباب الخرف أيضا أمراض الأوعية الدموية التي تؤثر على إمداد المخ بالدم.
وذكر الدكتور ساكسينا أن العدد الإجمالي لحالات الخرف الجديدة يقدر بقرابة سبعة ملايين وسبعمائة ألف شخص، بمعدل حالة جديدة كل أربع ثواني، مضيفا أن معظم هذه الزيادة ترتبط بحقيقة أن أعدادا أكبر من المواطنين أصبحوا يعيشون لفترات أطول. وقال:
"الخرف هو مشكلة صحة عامة متنامية نظرا للعداد المتزايد من المواطنين الذين يعانون منه، والعبء الاقتصادي الهائل للمرض، ولتأثيره الصحي والعاطفي والمالي على المصابين بالخرف، ومن يعتنون بهم".
وحرص مسئول منظمة الصحة العالمية على التأكيد على أن الخرف ليس جزءا طبيعيا من الشيخوخة، ولكنه أشار إلى أن هناك مشكلة في التعرف عليه:
"في الغالب لا يتم التعرف على الخرف، فغالبا ما يتم الخلط بينه وبين تراجع الوظائف المرتبط بالسن، لأنه قد يحاكي المشاكل المرتبطة بالشيخوخة، كما أنه يتطور ببطء. حتى في الدول المرتفعة الدخل، لا يتم التعرف إلا على ما يتراوح بين خُمس ونصف حالات الخرف بشكل روتيني، وتقل هذه النسبة إلى حد كبير في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل".
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أنه على الرغم من عدم توفر علاج مؤكد للخرف، فإن هناك الكثير الذي يمكن القيام به لدعم وتحسين حياة المصابين به، وعائلاتهم ومن يقومون على رعايتهم.
ولكن التقرير يشير إلى النقص العام في المعلومات الخاصة بالخرف، وفي مستوى فهم الناس له، مما يتسبب في انتشار الوصم، ويسهم بالتالي في عزل المصاب بالخرف ومن يرعونه عن المجتمع، بل إن ذلك قد يؤدي إلى تأخر السعي للحصول على خدمات التشخيص والمساعدة الصحية والدعم الاجتماعي.
أما الجانب الإيجابي الذي تحدث عنه الدكتور شيكار ساكسينا، مدير إدارة الصحة العقلية بمنظمة الصحة العالمية هو أن بعض أشكال الخرف، مثل الخرف المرتبط بأمراض الأوعية الدموية يمكن الوقاية منها، وذلك من خلال معالجة عناصر الخطر بالنسبة لهذه الأمراض، بما في ذلك على سبيل المثال، مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والبدانة والتدخين، عدم النشاط البدني.